أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، السبت، عن إخلاء مدينة السويداء بالكامل من مقاتلي العشائر البدوية، مؤكدًا وقف الاشتباكات داخل أحياء المدينة بعد أسبوع دامٍ من القتال الطائفي، وذلك في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وجاء هذا الإعلان بعد التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ مع الساعات الأولى من صباح السبت، عقب مواجهات غير مسبوقة بين فصائل محلية من أبناء الطائفة الدرزية ومسلحين من العشائر العربية، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، بحسب بيانات سابقة لوزارة الصحة السورية.
انتشار أمني في الشمال والغرب وتأمين الأحياء
وأوضح البابا أن وزارة الداخلية بذلت جهودًا مكثفة لتطبيق الاتفاق، وشملت هذه الجهود “انتشار القوات الأمنية في المناطق الشمالية والغربية من محافظة السويداء”، وهو ما مهّد الطريق لإخلاء المدينة من المسلحين، ووقف إطلاق النار الذي كان يشكل أولوية للحكومة في ظل تصاعد التوتر الطائفي وارتفاع حصيلة الضحايا.
وأكد المتحدث باسم الداخلية أن القوات الحكومية تمكنت من تثبيت الاستقرار في المدينة بعد استكمال تنفيذ الشق الأمني من الاتفاق، ما يسمح ببدء الخطوات التالية التي تشمل تسوية أوضاع بعض المسلحين، وفتح ممرات إنسانية للمصابين، واستئناف الخدمات الأساسية في الأحياء المتضررة.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من القتال العنيف الذي أشعل مخاوف داخلية وإقليمية من انزلاق محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية إلى حرب أهلية مفتوحة، خصوصًا بعد اتساع دائرة المواجهات لتشمل قرى ومناطق محاذية في ريف المحافظة، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين باستخدام السلاح الثقيل واستهداف المدنيين.
