عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: “حرمة النفس البشرية رؤية إسلامية”، وذلك بحضور كل من؛ أ.د/ محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، وأ. د/ هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر الشريف.

في بداية الملتقى، أكد الدكتور محمد عبد المالك على الحرمة المطلقة للنفس البشرية في الإسلام، مشددًا على أنه لا يجوز لأي شخص، أن يعتدي على غيره بإزهاق روحه؛ لأن سلب هذه النعمة هو حق خالص لله سبحانه وتعالى وحده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه”، موضحًا أن حرمة النفس المعصومة في الإسلام لا تقتصر على نفوس المسلمين فقط، بل تمتد لتشمل المسلمين وغيرهم على اختلاف أديانهم وعقائدهم، ولأهمية النفس، جعل الله سبحانه وتعالى الاعتداء على نفس واحدة كأنما هو اعتداء على الناس جميعًا.

وأشار  الدكتور محمد عبد المالك إلى أن النهي عن قتل النفس قد ورد في القرآن الكريم ضمن إطارين: التوجيه والتشريع، فمرحلة التوجيه كانت في مكة ووردت الآيات في هذه المرحلة لتؤسس لمبدأ صيانة النفس، ومنها قوله تعالى في سورة الإسراء: ” وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا” ومنها قوله تعالى في سورة الفرقان: “ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق”، وقوله تعالى في سورة الأنعام: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”.

من جانبه، قال الدكتور هاني عودة أن الشريعة الإسلامية نهت عن الاعتداء على النفس بجميع أشكاله، قال تعالى: “وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ”؛ موضحًا أن من أخطر صور التدمير الذاتي المنتشرة حاليا في المجتمعات هو تناول المخدرات والمسكرات، وهو سلوك يمثل اعتداء مباشرا على النفس التي ائتمن الله الانسان عليها.

وواصل: كما أن تأثير المخدرات يتجاوز الفرد ليصبح مصدرا للاعتداء على الغير، وتفشي الجرائم، والتسبب في آثار سلبية وخيمة ومشاكل أسرية واجتماعية لا حصر لها، مما يشكل تهديدا للأمن المجتمعي، ويقف خلف نشر هذه السموم أعداء الأمة بغرض تدمير الشباب وطاقاتهم، كما أن العاقبة النهائية لتناول هذه المواد هي الهلاك المحقق، وهو ما يتسق مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الافعال التي تؤدي الى تدمير النفس، مثل قوله في سياق المنتحر: “كأنما تَرَدَّى مِن جَبَلٍ”.

وأكد مدير الجامع الأزهر أن السلوكيات الشاذة كالقتل والترويع في المجتمع هي في الحقيقة نتيجة مباشرة لتعاطي بعض الشباب للمواد المخدرة، محذراً من الانسياق وراء هذه السلوكيات لأن خطر المتعاطي لا يقتصر على نفسه، بل يتعداه إلى إلحاق الضرر بالغير.

 وأشار إلى أن سوء اختيار الصحبة هو السبب الرئيسي في هذا الانحراف، كما نبه إلى خطر آخر يماثل في ضرره وهو الاستخدام السيئ للمركبات بطريقة تخالف التعليمات، مما يعرض حياة السائق وحياة الآخرين للهلاك، وهذا الفعل منهي عنه شرعاً في الإسلام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version