كشف فريق علمي دولي عن ظاهرة فريدة في تاريخ كوكب الأرض، حيث تبين أن طول اليوم كان ثابتًا عند 19 ساعة لمدة تصل إلى مليار سنة، مما يجعل هذه الفترة واحدة من أكثر الفترات استقرارًا في تاريخ الأرض.
هذه الاكتشافات تمت بقيادة فريق جيولوجي دولي، حيث جمع الفريق بيانات طويلة الأمد من طبقات الصخور الرسوبية التي تعود إلى ما يقرب من 2.5 مليار سنة.
سر تباطؤ دوران الأرض
استخدم الباحثون علم الطبقات الدائري (Cyclostratigraphy) لتحليل بياناتهم، واكتشفوا أن دوران الأرض لم يكن يتباطأ بشكل تدريجي كما كان يُعتقد سابقاً، بل دخل الكوكب في حالة توازن نادرة بين قوتين متعارضتين.
القوة الأولى هي المد والجزر القمري، الذي يميل لإبطاء دوران الأرض، والثانية هي المد والجزر الجوي الناتج عن تأثير الشمس، والذي يمكن أن يسرع هذا الدوران.
وفقًا للنتائج، يبدو أن طول يوم الأرض قد استقر عند حدود 19 ساعة تقريبًا بين مليار وملياري سنة مضت، وهذه الحالة من التوازن بين القوى المتعارضة أسهمت في حالة من الجمود لدوران الأرض، مما أدى إلى فترة استقرار طويلة وغير مسبوقة.
تأثير الاستقرار على البيئة
هذا الاستقرار لم يؤثر فقط على دوران الأرض، بل كان له تأثيرات عميقة على الغلاف الجوي ومستويات الأكسجين الحيوي.
في تلك الحقبة، كان معظم الأكسجين ينتج من حصائر السيانوبكتيريا التي كانت تعيش في قاع البحار الضحلة، حيث أظهرت الأبحاث أن الأيام الأقصر قد حدّت من إنتاج الأكسجين، وفي بعض الأوقات، أدى استهلاك هذه الميكروبات للأكسجين إلى تجاوز كمية الإنتاج، مما ساهم في إبقاء مستويات الأكسجين منخفضة لمئات الملايين من السنين.
هذا الوضع قد يكون له تأثير عميق على انتقال الحياة المعقدة إلى الكوكب.
على الرغم من أن حالة التوازن هذه قد انتهت منذ ملايين السنين، فإن دوران الأرض لا يزال يتأثر بتغيرات يومية، وإن كانت بشكل أقل بكثير.
القياسات الحديثة باستخدام الساعات الذرية تشير إلى أن طول اليوم يتأثر سنويًا بالعوامل البيئية، مثل الرياح والتيارات البحرية والعمليات الداخلية للكوكب.
تشير الدراسات السابقة إلى أن دوران الأرض يخضع لتذبذبات منتظمة كل 5.9 سنوات، بالإضافة إلى تغييرات مفاجئة مرتبطة بالاهتزازات المغناطيسية الناتجة عن تحركات اللب الخارجي السائل للأرض.
هذا الاكتشاف يقدم رؤية جديدة لفهم تاريخ الأرض الديناميكي وتطورها على مر العصور، فقد أظهر أن الأرض لم تتوقف يومًا عن التغير والحركة، وأن حتى أعماقها الداخلية تلعب دورًا مستمرًا في تحديد طول أيامنا.
وبحسب العلماء، فإن العلوم الجيولوجية تواصل تقديم رؤى جديدة حول كيفية تطور الأرض عبر مليارات السنين، مما يسهم في توسيع المعرفة بكوكب الأرض والبيئات الموجودة بداخله.


