الرئيس الفنزويلي يعرب عن استعداده لإجراء حوار مع الولايات المتحدة بشروط
 

 وزيرا خارجية روسيا وفنزويلا ينتقدون الإجراءات الأمريكية ضد كاراكاس

ترامب صرح علنًا ..النفط المصادر من فنزويلا قد يُعامل كأصل أمريكي 
 

أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن استعداده لإجراء حوار مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل، شريطة أن تتخلى الولايات المتحدة عن التدخل في فنزويلا.

 

حوار مع فنزويلا على أساس الاحترام المتبادل

 

قال مادورو في خطاب متلفز إنه إذا كان الجانب الأمريكي على استعداد للدخول في حوار مع فنزويلا على أساس الاحترام المتبادل والتخلي عن محاولاته الفاشلة للتدخل في فنزويلا على مدى السنوات الـ 25 الماضية، فسوف يرحب بذلك ويسعى إلى إيجاد طريق نحو السلام والتعاون والازدهار.

كما انتقد الرئيس مادورو الولايات المتحدة بسبب حملات التشويه المستمرة التي تشنها ضد الحكومة الفنزويلية، وجهودها لزعزعة الاستقرار في فنزويلا، ومحاولاتها للإطاحة بالقيادة.
ودعا وسائل الإعلام الأمريكية إلى نقل الوضع الحقيقي في فنزويلا بعد فهمها الحقيقي للبلاد.

الولايات المتحدة تنشر قوات جوية وبحرية بمياه البحر الكاريبي بالقرب من فنزويلا 

 

على مدى شهور، نشرت الولايات المتحدة قوات جوية وبحرية واسعة النطاق في مياه البحر الكاريبي بالقرب من فنزويلا تحت ستار مكافحة ما يسمى “إرهاب المخدرات”. وقد أغرقت حوالي 30 سفينة من سفن تهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، مما تسبب في أكثر من 100 حالة وفاة.

دعم روسيا الكامل

في هذا السياق، أعربت روسيا عن “دعمها الكامل” لفنزويلا في الوقت الذي تواجه فيه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية حصاراً تفرضه القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة البحر الكاريبي على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات.
انتقد وزيرا خارجية البلدين الحليفين الإجراءات الأمريكية، والتي شملت قصف قوارب يُزعم أنها تُستخدم في تهريب المخدرات، ومؤخراً، الاستيلاء على ناقلتين.
قالت وزارة الخارجية الروسية تعليقاً على المكالمة الهاتفية في وقتٍ سابق بين الوزيرين سيرجي لافروف وإيفان جيل: “أعرب الوزيران عن قلقهما البالغ إزاء تصعيد واشنطن لأعمالها في البحر الكاريبي، الأمر الذي قد تكون له عواقب وخيمة على المنطقة ويهدد الملاحة الدولية”.

وأضاف البيان: “أكد الجانب الروسي مجدداً دعمه الكامل وتضامنه مع القيادة والشعب الفنزويلي في السياق الحالي”.

وتابع البيان :”اتفق الوزراء على مواصلة تعاونهم الثنائي الوثيق وتنسيق أعمالهم على الساحة الدولية، ولا سيما في الأمم المتحدة، من أجل ضمان احترام سيادة الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

قال جيل، إنه ناقش مع لافروف “الاعتداءات والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي التي تُرتكب في منطقة البحر الكاريبي: الهجمات على السفن، والإعدامات خارج نطاق القضاء، وأعمال القرصنة غير المشروعة التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة”.
وقالت واشنطن، دون تقديم أدلة، إن القوات الأمريكية شنت منذ سبتمبر ضربات على قوارب تقوم بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ.

 

حصار “سفن النفط الخاضعة للعقوبات”
 

أفادت عائلات الضحايا وحكوماتهم بمقتل أكثر من 100 شخص، بعضهم من الصيادين.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 16 ديسمبر فرض حصار على “سفن النفط الخاضعة للعقوبات” التي تبحر من وإلى فنزويلا.
زعم ترامب أن كاراكاس في عهد مادورو تستخدم أموال النفط لتمويل “إرهاب المخدرات والاتجار بالبشر والقتل والاختطاف”.
وقال جيل إن لافروف أكد “دعم موسكو الكامل في مواجهة الأعمال العدائية ضد بلدنا”.
أكدت روسيا مجدداً “دعمها وتضامنها الشامل” مع حكومة وشعب فنزويلا.
 

ماذا يُعني الدعم الذي تقدمه روسيا تعزيزًا للموقف الدبلوماسي لفنزويلا؟

وفق ما ذكر محللون، فيعد الدعم العلني الذي تقدمه روسيا تعزيزًا للموقف الدبلوماسي لفنزويلا في ظل مواجهتها لضغوط اقتصادية وعسكرية أمريكية متزايدة.
يشير البيان إلى نية موسكو الحفاظ على موطئ قدمها الاستراتيجي في أمريكا اللاتينية، في مواجهة النفوذ الأمريكي فيما تعتبره واشنطن مجال نفوذها.

يسمح  تصوير الإجراءات الأمريكية على أنها “تصعيد” لروسيا وفنزويلا بالتأكيد على أن واشنطن المعتدية، مما قد يكسبهما تعاطفاً من دول الجنوب العالمي الأخرى.
ولا يقتصر الدعم على الخطابات فحسب، حيث سبق لروسيا أن قدمت معدات عسكرية ومستشارين ومساعدات اقتصادية لدعم حكومة مادورو.

تداعيات
قد تزيد روسيا من التعاون العسكري أو الاستخباراتي مع فنزويلا، بما في ذلك إمكانية وصول السفن البحرية الروسية إلى الموانئ في منطقة البحر الكاريبي.
كما إن تعزيز التحالف يعقد جهود الولايات المتحدة لعزل فنزويلا اقتصادياً ودبلوماسياً، مما يوفر لكاراكاس شريكاً وبديلاً قوياً.

كما قد يؤدي المزيد من التدخل الروسي إلى تحويل الأزمة الفنزويلية إلى مواجهة بالوكالة تذكرنا بتحركات الحرب الباردة في أمريكا اللاتينية.

وأخيرًا، قد يشجع الدعم الدبلوماسي مادورو على مقاومة المفاوضات مع فصائل المعارضة، مما يزيد من حدة المأزق السياسي في فنزويلا.

مزاعم تهريب المخدرات

تبرر واشنطن العمليات ضد فنزويلا على  أنها “حربها على عصابات المخدرات”.

وسبق وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض “حصار كامل وشامل” على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل أو تغادر فنزويلا، وقد احتجزت واشنطن بالفعل ناقلتي نفط فنزويليتين.

قال ترامب إن هدف الولايات المتحدة “ربما” سيكون إجبار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التنحي عن السلطة، ويعتقد أنه “سيكون من الحكمة” أن يتنحى مادورو.

الدافع الحقيقي

وقد شكك لبمحللون، بمن فيهم المشرعون في مبنى الكابيتول الأمريكي، فيما إذا كانت مكافحة المخدرات هي الدافع الأمريكي الوحيد بالفعل.

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً  لبحث الوضع في فنزويلا واتهم سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة، صامويل مونكادا أكوستا، واشنطن بارتكاب “أكبر عملية ابتزاز” ضد بلاده.

قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز :”إن ترامب قال إننا لصوص النفط الموجود تحت أرضنا. هذا كلام غير منطقي تماماً”.

وأضاف المسؤول أن الحقيقة انكشفت للمجتمع الدولي، حيث أصبح من الواضح أن الضغط والعداء المتصاعدين ضد فنزويلا مدفوعان بنية الولايات المتحدة الاستيلاء على النفط الفنزويلي.

وتشير التقديرات إلى أن فنزويلا تمتلك حوالي 303 مليار برميل من النفط في عام 2023، وهو أكبر احتياطي مؤكد من النفط الخام في العالم، ويمثل حوالي 17 بالمائة من الاحتياطيات العالمية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

قال ترامب إن النفط المصادر من فنزويلا قد يُعامل كأصل أمريكي. 

وأضاف للصحفيين: “ربما نبيعه، وربما نحتفظ به. ربما نستخدمه في الاحتياطيات الاستراتيجية. سنحتفظ بالسفن أيضاً”.

الولايات المتحدة والاستيلاء على النفط من دول أخرى

وتعكس هذه التصريحات تصريحات سابقة لترامب دعا فيها الولايات المتحدة إلى الاستيلاء على النفط من دول أخرى، مما يشير إلى اعتقاد أوسع بأن قوة الولايات المتحدة تخولها السيطرة على الموارد أو استخراجها من دول أخرى، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية .

الإمبريالية المواردية

قال المحلل السياسي باتريك بيجر في مقال تحليلي نشرته صحيفة الجارديان إن مزاعم ترامب بشأن النفط الفنزويلي هي جزء من “الهيمنة والاستيلاء على موارد الدول”.

خدمة مصالح واشنطن النفطية

قال  باتريك بيجر، المدير المشارك لمشروع الأمن الانتقالي، :” إن سياسة الطاقة العالمية للإدارة الأمريكية تتمحور في الغالب حول استخدام التهديد بالعنف أو حجب المساعدات” لتأمين المدخلات اللازمة لاستراتيجيتها في مجال الطاقة.

وقد قارن المحللون الهجوم على فنزويلا بحرب العراق، مستشهدين بمزيج مألوف من الخطاب المتعلق بتغيير النظام وذرائع الأمن، والتي يتمثل هدفها الأساسي في خدمة مصالح واشنطن النفطية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version