يُعد الذهاب إلى المرحاض من أبسط الوظائف اليومية التي نقوم بها دون تفكير، وقد تعلّم معظمنا أسس استخدامها منذ الطفولة، لكن وفقًا لتحذير طبي حديث، هناك خطأ شائع نرتكبه جميعًا تقريبًا، وقد تكون له آثار سلبية على صحة المثانة مع مرور الوقت.
منذ الصغر، اعتاد الكثيرون سماع نصيحة الأهل بالذهاب إلى الحمام احتياطًا قبل مغادرة المنزل، لتجنب أي موقف محرج لاحقًا، ومع مرور السنوات، تحولت هذه النصيحة إلى عادة راسخة لدى البالغين، حيث يحرص كثيرون على تفريغ المثانة قبل أي رحلة أو خروج طويل.
إلا أن الدكتورة داريا سادوفسكايا، المتخصصة في علم المناعة وأمراض الكلى، حذّرت عبر مقطع فيديو على تطبيق تيك توك من إجبار النفس على استخدام المرحاض دون وجود رغبة حقيقية في التبول، مؤكدة أن هذه العادة قد تُلحق ضررًا بالمثانة على المدى الطويل.
وأوضحت الطبيبة وفقا لموقع ميرور أن المثانة تعمل كوحدة عضلية عصبية متكاملة، فعندما تمتلئ بالقدر الكافي، ترسل إشارات إلى الجهاز العصبي تُشعر الشخص بالحاجة الطبيعية إلى التبول. أما الذهاب إلى المرحاض دون هذا الإحساس، فيُربك هذا النظام الدقيق.
تأثير إجبار النفس على التبول
وقالت سادوفسكايا إن إجبار النفس على التبول بشكل متكرر يدرّب الجهاز العصبي على الاستجابة مبكرًا، ما يؤدي إلى زيادة عدد مرات الذهاب إلى الحمام حتى عندما تكون المثانة شبه فارغة، ومع الوقت، قد ينتج عن ذلك شعور دائم بالحاجة إلى التبول، وقلق قبل الخروج أو السفر، إضافة إلى توتر عضلات قاع الحوض.
وأضافت أن التبول دون امتلاء كافٍ للمثانة يجعلها تفرغ كميات قليلة جدًا، ما يغيّر طريقة استجابة الأعصاب المسؤولة عنها ومع استمرار هذا السلوك، يختل التوازن الطبيعي بين المثانة والجهاز العصبي، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على الراحة اليومية وجودة الحياة.
وأكدت الخبيرة أن الاستماع إلى إشارات الجسم الطبيعية هو الأفضل للحفاظ على صحة المثانة، بدلًا من اتباع عادات قد تبدو غير ضارة، لكنها تحمل آثارًا غير متوقعة على المدى البعيد.


