استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر رجب لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وسبعة وأربعين هجريًا بعد غروب شمس اليوم السبت الموافق 20 ديسمبر عام 2025 م ، وذلك من خلال اللجان الشرعية والعلمية التابعة لها، والموزعة في مختلف محافظات الجمهورية.
وبعد التحقق الشرعي من نتائج الرؤية البصرية الصحيحة، ثبت لدى دار الإفتاء رؤية هلال شهر رجب ثبوتًا شرعيًا، وبناءً عليه تُعلن أن غدًا الأحد الموافق21 ديسمبر لعام 2025م ، هو أول أيام شهر رجب لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وسبعة وأربعين هجريًا.
وبهذه المناسبة المباركة، تتقدم دار الإفتاء المصرية بخالص التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، متمنية له دوام الصحة والعافية، كما تتقدم بالتهنئة إلى الشعب المصري الكريم، وإلى قادة الدول العربية والإسلامية من ملوك ورؤساء وأمراء، وإلى المسلمين جميعًا في شتى بقاع الأرض.
وتسأل دار الإفتاء الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الأيام المباركة على مصر وعلى الأمة الإسلامية كافة بالخير واليُمن والبركات، وأن ينعم على الجميع بالأمن والسلام والاستقرار، إنه نعم المولى ونعم النصير.
دعاء رؤية الهلال
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا رأى هلال شهر جديد دعا قائلًا:«اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»، وهو حديث رواه الترمذي وحسنه، مما يدل على مشروعية هذا الدعاء واستحباب المحافظة عليه.
كما ورد في سنن الدارمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:«اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ»، وهو دعاء جامع يستحب للمسلم أن يقوله عند ثبوت رؤية هلال رمضان.
ويفهم من هذا الهدي النبوي أن الدعاء عند رؤية الهلال ليس مجرد ألفاظ تُقال، بل هو استحضار لمعنى العبودية لله تعالى، وإقرار بأن جميع المخلوقات تسبّح بحمده، كما جاء في قول الله سبحانه:
«وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بعض المخلوقات غير العاقلة، ومنها الهلال، مُظهرًا أن المؤمنين يعبدون الله وحده مع سائر خلقه.
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم «أَهِلَّهُ» أي اجعل ظهوره علينا واضحًا بيّنًا، مقترنًا بالخير والبركة.
أما قوله «بِالْأَمْنِ» فيُقصد به السلامة من المصائب والآفات، و«وَالْإِيمَانِ» أي دوام الإيمان وثباته، و«وَالسَّلَامَةِ» أي الوقاية من أذى الدنيا والدين.
وفي قوله «رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ» تأكيد لمعنى التوحيد، وتنزيه للخالق سبحانه عن أن يشاركه شيء من خلقه في صفات الربوبية.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذا الدعاء في كل شهر قمري، أي اثنتي عشرة مرة في السنة، وكأنه يستفتح بداية كل شهر بطلب الخير والتوفيق والثبات على الطاعة.
كما يحمل هذا التوجيه النبوي دعوة ضمنية للمسلمين إلى الاهتمام برؤية الهلال، لما يترتب عليها من عبادات مرتبطة ببداية الشهور، مثل صيام الأيام البيض، وصيام عاشوراء، وغيرها من العبادات التي يُبنى وقتها على دخول الشهر الهجري.


