في ظل استمرار التصعيد العسكري في جنوب قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن عرض جديد تقدمت به تل أبيب عبر وسطاء إلى حركة حماس، في محاولة لدفع المسلحين المحاصرين داخل أنفاق رفح إلى الاستسلام.
العرض، الذي يُعد من أكثر المقترحات إثارة للجدل، يأتي في وقت تتحدث فيه إسرائيل عن تضييق الخناق على الأنفاق وتقدم عملياتها العسكرية في المنطقة.
عرض إسرائيلي مثير للجدل.. استسلام كامل مقابل الإفراج لاحقاً
بحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية 12، عرضت إسرائيل على مسلحي حماس الخروج من الأنفاق شرقي رفح وتسليم أنفسهم للقوات الإسرائيلية بشكل كامل.
ووفقاً لبنود العرض، فإن من يسلم نفسه سيُسجن داخل إسرائيل لفترة غير محددة، قبل أن يُسمح له بالعودة إلى قطاع غزة بشرط إعلان نزع سلاحه والتعهد بعدم العودة إلى أي نشاط توصفه إسرائيل بأنه “إرهابي”.
وأكد التقرير أن الوسطاء نقلوا هذا العرض إلى حماس قبل أيام، إلا أن المسلحين رفضوا الاستسلام، في ظل غياب مؤشرات حول ما إذا كانت القيادة السياسية للحركة قادرة أصلاً على التواصل مع المقاتلين المحاصرين بعد انقطاع الاتصالات لفترة طويلة.
موقف تل أبيب.. “منحناهم فرصة للبقاء”
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل “أتاحت للمسلحين خيار البقاء على قيد الحياة والإفراج عنهم لاحقاً”، مضيفاً أن رفضهم للشروط يجعلهم “يختارون المصير القتالي”. ويأتي ذلك وسط تأكيدات إسرائيلية بأن العمليات العسكرية باتت تستهدف بشكل مباشر مواقع الأنفاق التي يُعتقد أن عدداً من قادة الحركة ما زالوا يختبئون داخلها.
تصعيد ميداني.. قتلى واعتقالات أثناء الخروج من الأنفاق
على الأرض، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة رصد مجموعات صغيرة من المسلحين تغادر الأنفاق في رفح. ووفق البيانات الإسرائيلية، قتل الجيش أربعة مسلحين واعتقل اثنين خرجوا مؤخراً، بالإضافة إلى خمسة آخرين قُتلوا في وقت سابق. كما أفاد الجيش بمقتل 30 مسلحاً فوق الأرض خلال العمليات، بينما لا يزال عشرات القادة والمقاتلين متحصنين في شبكات الأنفاق العميقة.
مسلحون تحت الحصار.. نحو 100 مقاتل في عمق الأنفاق
التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن ما يقرب من 100 مسلح لا يزالون محاصرين تحت الأرض في رفح، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية عمليات تحديد مواقع الأنفاق تمهيداً لهدمها أو سدها بالخرسانة، في محاولة لقطع أي إمكانية للهروب أو إعادة التموضع.
يعكس العرض الإسرائيلي لحماس وحالة الرفض الميداني من جانب المسلحين تعقيد المشهد في رفح الممتد تحت الأرض بقدر ما يمتد فوقها. وبينما تستمر إسرائيل في الضغط العسكري والإعلامي لدفع المقاتلين نحو الاستسلام، يبدو أن ظروف القتال، وانقطاع الاتصالات، والظروف السياسية المحيطة تجعل السيناريو مفتوحاً على احتمالات متعددة، دون مؤشرات قريبة على نهاية المواجهة داخل الأنفاق.


