يرغب كثيرون من قراء القرآن الكريم في معرفة معنى قول الله عز وجل: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]، وقد وضّح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، ما المقصود بـ “مكر الله” وفي السطور التالية نتعرف على تفسيرها الصحيح.
ما المقصود بـ “يمكر الله” في القرآن؟
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، عن معنى قول الله تعالى “مكر الله”، قائلا إن المقصود من هذه الآية أن الجزاء من جنس العمل، لافتا إلى أن الكلام هو أسلوب لغوي بليغ جاء في القرآن الكريم كثيرًا كقوله تعالى: ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]، وقوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ [السجدة: 14].
وأوضح الدكتور علي جمعة، في فتوى سابقة، أن المقصود هو أن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم، منوها بأن كل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزَّه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم.
هل قراءة القرآن من الهاتف يلزمها الوضوء؟
وفي سياق آخر، وضح الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم قراءة القرآن من الهاتف دون وضوء، قائلا إن القراءة من الأجهزة الإلكترونية لا تستوجب الطهارة، وإن كان الوضوء أفضل وأكمل من باب تعظيم كلام الله.
واستشهد أمين الفتوى بدار الإفتاء، بما ذكره الإمام النووي في كتابه “التبيان في آداب حملة القرآن”، حيث أشار إلى استحباب الوضوء عند التعامل مع القرآن الكريم، تعظيمًا لشأنه.
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الوضوء عند قراءة القرآن، في دلالة واضحة على فضل الطهارة وأهميتها، إلا أن ذلك لا يعني بطلان القراءة بدون وضوء، إذ تظل صحيحة وجائزة شرعًا.
هل تجوز قراءة القرآن من المصحف الورقي بدون وضوء؟
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قراءة القرآن من المصحف الورقي لا تجوز بدون وضوء، لأن مس المصحف يشترط له الطهارة، مستدلًا بقوله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» من سورة الواقعة.
وبيّن أن كثيرًا من الصحابة فسروا الآية بأن المقصود بها الملائكة، إلا أن تخصيص وصف “المطهرين” يدل على مكانة المصحف ووجوب صيانته بالطهارة.
وأكد شلبي هذا المعنى بما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مالك في “الموطأ”، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن في الكتاب الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو بن حزم: «ألا يمس القرآن إلا طاهر»، وهو ما اعتمد عليه الفقهاء في اشتراط الوضوء لمس المصحف.
وأشار إلى أن قراءة القرآن دون وضوء جائزة إذا لم يصاحبها مس للمصحف، فيجوز للمسلم أن يردد الآيات وهو يسير في الطريق، أو يقرأ من الهاتف المحمول دون وضوء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله ويقرأ القرآن على أحواله كلها، إلا في حالة الجنابة، حيث لا يمس المصحف حتى يطهر.

