لم يكن “حسين” يعلم أن يومه الأخير سيبدأ كأي يوم عادي، يخرج فيه باكرًا بحثًا عن رزقه، حاملاً همّ الحياة على كتفيه، قبل أن يعود إلى منزله الذي كان يظنه ملاذه الآمن، هناك، وفي صمتٍ ثقيل، انتهت قصة رجل بسيط في مدينة أكتوبر التي كانت شاهدة على نهاية 17 سنة زواج بخيانة وجريمة قتل. 

في أحد شوارع مدينة أكتوبر، عثرت الأجهزة الأمنية على جثمان بائع متجول في الأربعين من عمره، ملقى على الأسفلت بلا حياة، في مشهد صادم ترك علامات استفهام كثيرة، وحزنًا خفيًا في نفوس من عرفوه.. لم يكن المشهد مجرد جريمة، بل نهاية مأساوية لحياة إنسان عاش يكافح من أجل لقمة العيش.

التحريات كشفت أن الضحية كان يعيش خلافات أسرية داخل منزله، خلافات لم يسمع صداها أحد، ولم تمتد يد لإنقاذه منها.. خلف الأبواب المغلقة، كانت تتراكم المشكلات، وتتعقّد العلاقات، حتى تحوّل الخلاف إلى قرار قاتل.

ومع تكثيف البحث وفحص كاميرات المراقبة، توصّلت الأجهزة الأمنية إلى أن زوجة المجني عليه، ربة منزل، ترتبط بعلاقة آثمة بشاب منذ 6 سنوات ويوجد تواصل ولقاءات مستمرة بينهما واتفقا على التخلص من الزوج لتتحول علاقة يفترض أن تقوم على الرحمة والمودة إلى خيانة، وتنتهي حياة رجل في لحظة غدر داخل بيته بعد 17 سنة زواج. 

جاءت الاعترافات قاسية في مضمونها، إذ أقرّ المتهمان أمام فريق البحث الذي ترأسها العميد أحمد نجم رئيس مباحث قطاع أكتوبر والعقيد إكرامي البطران مفتش مباحث حدائق أكتوبر بأن الخيانة لم تكن لحظة ضعف، بل علاقة محرمة بين الزوجة والعشيق اللذان خططا لإنهاء حياة رجل وثق بمن شاركته حياته.. خلال التحقيقات لتبرير جريمتها زعمت الزوجة أن زوجها سئ السلوك يطلب منها علاقة شاذة بأن تربطه بالحبل وتقوم بممارسة العلاقة معه فقررت في خطتها مع عشيقها أن تستغل تلك الطريقة لتسهيل قتله وأثناء ربطها له اتفقت مع عشيقها على التخلص من زوجها فقام العشيق بخنقه بيده وقاموا بنقله داخل سيارة الثاني وقاموا بإلقاء جثته بالشارع.

اعترافات المتهمين كشفت عن برود لافت، وعن اتفاق مسبق على ارتكاب الجريمة، في مقابل التخلص من الزوج وفتح الطريق أمام حياة جديدة، غير عابئين بثمن الدم، ونظرا لعمل الزوج في سمكرة السيارات كان بحوزته سيارة عميل يوم الجريمة فاستغلها في حمل الجثة بعد تنفيذ الجريمة فجرا وإلقاءها بالطريق الفاصل بين مقابر أكتوبر والمساكن مستغلا أن المجني عليه يتردد على تلك المنطقة لعمله في البيع ولديه أصدقاء بها لإبعاد الشبهة عن زوجته وعن العشيق. 

كانت البداية بتلقي اللواء محمد مجدي أبو شميلة مساعد الوزير لأمن الجيزة إخطارا بالعثور على شخص مقتول وملقى بالشارع بدائرة القسم.

انتقلت على الفور قوات الأمن برئاسة العميد أحمد نجم رئيس قطاع أكتوبر والعقيد إكرامى البطران مفتش مباحث أكتوبر والمقدم محمد أشرف رئيس مباحث أكتوبر ثالث إلى مكان الواقعة وتبين العثور على جثة شخص مجهول مصاب بخدوش وسحجات وآثار خنق بالرقبة، على الفور تم تشكيل فريق بحث رفيع المستوى ترأسه اللواء هاني شعراوي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث انتهت التحريات إلى حل اللغز بعدما حضرت سيدة إلى قسم الشرطة عقب العثور على الجثة وأبلغت بتغيب زوجها عن المنزل ليتبين أنه صاحب الجثة. 

مناقشة الزوجة وفحص تحركاتها فجر مفاجأة حيث تبين أنها وراء ارتكاب الجريمة بمعاونة عشيقها وتوصل فريق البحث إلى هوية المجني عليه ويدعى “حسين، م”، 40 سنة بائع متجوّل، ومنفذي الجريمة زوجته “أسماء. ه”، 35 سنة ربة منزل و”محمد، أ”، 45 سنة سمكري، عشيق الزوجة واتفقوا سويا على التخلص من المجني عليه ليتزوجا. 

قررت النيابة العامة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات جددها قاضي المعارضات 15 يوما .

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version