أعلنت 3 مؤسسات حقوقية فلسطينية، اليوم الأحد، استشهاد اثنين من معتقلي قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهما محمد عبد الرحمن هويشل إدريس (35 عاما)، ومعاذ خالد محمد ريان (31 عاما).
جاء الإعلان في بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (أهلية).
وذكر البيان أنه “أُبلغنا باستشهاد المعتقل إدريس عبر هيئة الشؤون المدنية أول أمس الجمعة، في سجن عوفر (غربي رام الله)، في حين تلقينا نبأ استشهاد المعتقل معاذ ريان بعد مراسلة جيش الاحتلال الإسرائيلي للفحص عن مصيره، وتبين أنه استشهد في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دون الإفصاح عن مكان استشهاده”.
وبينت المؤسسات أن المعتقل محمد إدريس، وبحسب عائلته، لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية قبل فقدانه بتاريخ 25 أغسطس/آب 2024، أما المعتقل ريان فهو يعاني من شلل كامل قبل اعتقاله بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ولفت البيان إلى أن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع إلى 47 شهيدا، وهم فقط الشهداء الذين تلقت المؤسسات بياناتهم، في حين يواصل الاحتلال إخفاء العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا بعد الحرب في سجون ومعسكرات الاحتلال.
واعتبر البيان أن الكشف عن مزيد من الشهداء في صفوف معتقلي غزة، ممن ارتقوا خلال الشهور الماضية ومن أيام، يعني أن الاحتلال ماض في جرائم التعذيب الممنهجة، إلى جانب الجرائم الطبية، وجريمة التجويع، وجرائم الاغتصاب، والاعتداءات الجنسية بمختلف مستوياتها.
أوضاع كارثية
وقالت مؤسسات الأسرى إن استمرار الأوضاع الكارثية التي يواجهها الأسرى، ومنهم المرضى والجرحى بشكل خاص، سيؤدي إلى استشهاد مزيد منهم في سجون الاحتلال ومعسكراته.
وحمل البيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهادهم، لتُضاف هذه الجرائم إلى سجل الجرائم التاريخية للاحتلال منذ عقود طويلة، والتي وصلت إلى ذروتها مع استمرار حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزة.
وجددت المؤسسات مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدولية، المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون الإسرائيلية، لا سيما في معتقل سدي تيمان سيئ الصيت جنوبي إسرائيل.
ووثقت مؤسسات معنية بشؤون الأسرى شهادات بشأن تعرض المعتقلين الفلسطينيين إلى الضرب المبرح والإذلال والتجويع، وسط ظروف إنسانية صعبة داخل سجون إسرائيل.
ويصل عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل إلى 11 ألفا و800، دون معتقلي قطاع غزة الموجودين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
واعتقل الجيش الإسرائيلي منذ بدء معاركه البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023 آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وطواقم من الدفاع المدني والإسعاف، أطلق سراح عدد ضئيل منهم لاحقا، حيث ظهرت على أجسادهم الهزيلة علامات التعذيب والتجويع والتنكيل بهم.
وبدعم أميركي، خلفت الإبادة جماعية في غزة أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.