أكد الرئيس الإيراني اليوم، الثلاثاء 30 ديسمبر، أن أي اعتداء يستهدف الأراضي الإيرانية أو مصالحها القومية سيُقابل برد فعل “قاسٍ وحاسم”، مشدداً على أن القوات المسلحة في بلاده في أعلى درجات الجاهزية للتعامل مع أي تهديدات إقليمية أو دولية.
تحذيرات شديدة اللهجة
في خطاب اتسم بالصرامة، وجه الرئيس الإيراني رسالة واضحة إلى القوى الدولية والإقليمية، مفادها أن “زمن الاعتداءات دون رد قد ولى”. وأشار إلى أن العقيدة العسكرية الإيرانية، رغم كونها دفاعية في جوهرها، تمتلك أنياباً هجومية قادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة المدى بدقة عالية.
وأوضح الرئيس أن طهران لا تسعى إلى التصعيد أو إشعال فتيل الحروب في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته لن تتهاون في حماية سيادتها.
وقال في هذا السياق: “أمننا خط أحمر، ومن يعتقد أن بإمكانه اختبار إرادتنا فهو يرتكب خطأً استراتيجياً فادحاً سيتحمل نتائجه المباشرة”.
معادلة الردع الجديدة
يرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الإيراني تأتي في سياق ترسيخ “معادلة ردع” جديدة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في ملفات المنطقة. فإيران تسعى لإرسال رسالة بأن أي استهداف لمنشآتها الحيوية أو العسكرية سيؤدي إلى تفعيل كافة أوراق القوة التي تمتلكها، سواء من خلال ترسانتها الصاروخية المتطورة أو عبر شبكة تحالفاتها الواسعة.
الفقرة العسكرية في الخطاب ركزت على “القدرات الذاتية”، حيث أشار الرئيس إلى أن الصناعات الدفاعية الإيرانية بلغت مرحلة من الاكتفاء الذاتي تتيح لها الاستمرارية في أي مواجهة طويلة الأمد، مؤكداً أن التقنيات الصاروخية والطائرات المسيرة باتت تشكل درعاً حصيناً يحمي الحدود والمقدرات.
الاستقرار الإقليمي والسيادة
تطرق التقرير الإخباري أيضاً إلى رؤية طهران للأمن الإقليمي، حيث اعتبر الرئيس الإيراني أن وجود القوى الأجنبية في المنطقة هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار.
ودعا دول الجوار إلى تعزيز التعاون الأمني المشترك بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تهدف إلى زرع التفرقة وتحقيق مصالح ضيقة على حساب شعوب المنطقة.
وشدد الرئيس على أن “قوة إيران هي قوة للمنطقة ولأصدقائنا”، محاولاً طمأنة الدول المجاورة بأن التحركات العسكرية الإيرانية تهدف حصراً لردع الأطراف التي تهدد الأمن الجماعي، وليست موجهة ضد أي دولة إسلامية أو عربية جارة.
الجاهزية القتالية والمناورات
تزامن هذا التصريح مع تقارير حول رفع حالة التأهب في القواعد الصاروخية ومنصات الدفاع الجوي الإيرانية. وتفيد المصادر بأن الحرس الثوري والجيش الإيراني قد أجريا مؤخراً سلسلة من المحاكاة لسيناريوهات هجومية معقدة، شملت التصدي لهجمات إلكترونية وجوية متزامنة.
هذه الجاهزية ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي رسالة ميدانية تتبع التصريحات السياسية، لإثبات أن “الرد القاسي” ليس مجرد شعار للاستهلاك المحلي، بل هو خطة عملياتية جاهزة للتنفيذ فور صدور الأوامر العليا.
تداعيات التصعيد على الساحة الدولية
على الصعيد الدولي، تترقب العواصم الكبرى تداعيات هذا الخطاب، خاصة في ظل جمود بعض الملفات الدبلوماسية.
فالتلويح بالرد القاسي يرفع من سقف المخاطر في ممرات الملاحة الدولية وأسواق الطاقة العالمية، وهو ما قد يدفع القوى الكبرى إلى إعادة حساباتها لتجنب انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة لا يمكن التنبؤ بنهايتها.
وختم الرئيس الإيراني تصريحاته بالتأكيد على أن طهران تراقب التحركات بدقة، وأن أصابع قواتها “على الزناد”، بانتظار أي حماقة قد يرتكبها الخصوم، حسب وصفه، مؤكداً أن الدروس القاسية التي تلقاها المعتدون في الماضي يجب أن تكون كافية لردعهم في الحاضر.










