تنطلق اليوم الجمعة، القمة العربية الـ 32، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والتي تعقد في ظل تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، تحيط بالمنطقة العربية والعالم، بينما تأتي القمة في ظل سعي القادة العرب على تسوية كافة الخلافات، وحل الأزمات، بداية من قضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير، مرورا بالملف السوري، والأزمة السودانية والتحديات الاقتصادية التي ترمي أعباءا كبيرة على الاقتصاد اللبناني والتونسي.
32 مشروع قرار بالقمة العربية
وفي خضم هذه الملفات وتنوعها وتشابكها، رفع وزراء الخارجية العرب، في القمة التي عقدت الأربعاء، على مستوى وزارء الخارجية، 32 مشروع قرار للمناقشة والبت فيها خلال قمة القادة، وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، كان سمة التوافق هي السمة الرئيسية به.
وأضاف أن الاجتماع تناول عدة موضوعات أغلبها سياسي، يتعلق بالقضية المركزية، وهي القضية الفلسطينية، بجانب التطورات والأزمات والتدخلات الأجنبية في الشئون العربية، مشيرا إلى أن هناك حزمة من القرارات مرفوعة من المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وستعرض على القمة العربية وهي قرارات تتناول الشأن العربي بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أما عن أبرز القضايا والملفات السياسية والاقتصادية، فهي كالتالي:
- مشاريع قرارات القضية الفلسطينية بجانب تطورات قطاع غزة والضفة الغربية.
- الأزمة السودانية، واستمرار الجهود العربية للوصول لوقف دائم لإطلاق النار، والتأكيد على أن الأزمة شأن داخلي.
- يحظى الملف السوري أيضا باهتمام كبير، في ظل حضور الرئيس السوري، بشار الأسد بعد غياب 12 عاما، وخاصة فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار.
- أيضا سيتم تسليط الضوء على الأزمات الليبية واليمنية، وملف الأزمة اللبنانية السياسية والاقتصادية.
- الوقوف على تحديات الأمن القومي العربي، ومحاوله صيانه، والتنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب.
- واقتصاديا، يتضمن جدول أعمال القمة العربية بجدة، التركيز على ملف الأمن الغذائئ العربي، ومواجهة التحديات الاقتصادية وتداعيات جائحة كورونا والحرب بين روسيا وأوكرانيا.
تصفير الأزمات.. أولويات المشاركة المصرية
وفيما يتعلق بأولويات المشاركة المصرية في القمة، أكد المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن مصر تعمل في القمة العربية على إيجاد حلول للأزمات العربية، وأن هدف مصر الرئيسي، هو “تصفير الأزمات”، ما يعكس حرص القاهرة على دعم العمل العربي المشترك، فعلا وليس قولا، مشددا على أن هناك وحدة حقيقية واشتراك تميله الجغرافيا والتشابك الحضاري والاقتصادي والتنموي.
وشدد فهمي، على أن الرئيس السيسي، لا يتأخر عن تلبية العمل العربي المشترك، لأن الأمل الأعلى والأسمى الذي تسعي له مصر، وهو تصفير الأزمات العربية، بعدما تراكمت الأزمات عبر العقود الماضية، وبالتالي فإن الهدف، وهو التقدم بخطوات متسارعة ومحددة وعملية في طريق سصفية وتصفير الأزمات.
وأوضح فهمي، أن عودة سوريا للجامعة العربية، هو قرار اتخذ بالتوافق بين الدول العربية، حيث أن القاهرة تدعم دمشق في إنهاء الاضطراب الذي مرت به خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، وأن موقف مصر هو المساهمة في عودة سوريا لدفع المسار السياسي ومسار التسوية السلمية.
رسائل الرئيس السيسي في القمة
وشدد فهمي، على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستهدف دفع عدد من الأفكار والمحاور والقضايا، عبر مداولات ومناقشات مع رؤساء وملوك الدول العربية، وأهم هذه المحاور هو تحقيق وحدة صف عربية حقيقية، موضحا أنه في هذا الصدد فالعلاقات المصرية السعودية صلبة ومتينة، ويشكل البلدان دعامتين أساسيتين من دعائم العمل العربي، والتعاون والتنسيق بينهما قائم على أعلى مستوى.
واختتم المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: إن مصر تدافع عن حقها في الحياة والمياه وهذا أمر لا تفريط فيه وتم التعبير كثير عن هذا الملف من قبل الرئيس السيسي ومؤسسات الدولة، موضحا أن مصر في نفس الوقت تحترم حقوق إثيوبيا في التنمية.