في خضم موجة البلبلة التي أحاطت بمدينة باخموت شرق أوكرانيا، خلال الساعات الماضية، وسط تأكيد موسكو السيطرة عليها ونفي كييف، أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، السيطرة على المدينة بأكملها “كما وعدنا”.
وقال في رسالة صوتية على تليغرام الأحد: “لقد سيطرنا على كل الأراضي التي وعدنا بالاستيلاء عليها، حتى آخر سنتيمتر”.
كما أضاف: “سنقوم بتسليم مواقعنا في باخموت إلى وزارة الدفاع الروسية، ونغادر منطقة النزاع يوم 25 مايو”، وفق رويترز.
“لم يبق أي جندي أوكراني”
يأتي ذلك بعد أن أكد بريغوجين بتصريحات على حسابه في تلغرام، بوقت سابق الأحد، أن جندياً واحداً لم يبق في باخموت، في نفي قاطع لما أدلت به وزارة الدفاع الأوكرانية بسيطرتها على جزء ضئيل من المدينة، وتطويقها تكتيكياً.
وقال إنه “لم يبق في باخموت أي جندي أوكراني لأننا لا نجد من يمكننا أخذه في الأسر.. وهناك عدد كبير من جثث الجيش الأوكراني”
قوات فاغنر في باخموت يوم 20 مايو (فرانس برس)
كما اعتبر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “إما ماكر أو ليس على علم بما يحدث على الأرض”، في إشارة إلى إقراره بوقت سابق الأحد سقوط المدينة ومن ثم تراجعه بعد ساعات، لاسيما بعد أن خرجت عدة تصريحات لقادة أوكرانيين تناقض ما قاله.
فقد أكد قائد عسكري أوكراني كبير أن قوات بلاده تسيطر على جزء “ضئيل من باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافياً لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع”، بحسب تعبيره. وقال الجنرال أولكسندر سيرسكي في منشور على تليغرام إن قوات كييف تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على فرض “تطويق تكتيكي” للمدينة.
بدورها، شددت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، على أن القوات الأوكرانية طوقت باخموت بشكل جزئي.
من محيط باخموت (أرشيفية من فرانس برس)
تكريم وأوسمة شرف
يذكر أن روسيا كانت احتفت بهذا النصر المتواضع الذي أتى بعد أشهر مريرة من القتال في الشرق الأوكراني. وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقاتلين الروس الذين أبلوا بلاء حسناً في باخموت، واعداً بتكريمهم وتقليدهم أوسمة الشرف.
كما جزم بأن المعركة الأطول والأكثر ضراوة منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية انتهت.