يزور وزير الخارجية والمغتربين السوري، الدكتور فيصل المقداد، القاهرة، غدا الثلاثاء 15 أغسطس، للمرة الثانية في أقل من أربعة أشهر، بعد زيارة في أبريل الماضي كانت الأولى من نوعها لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى مصر خلال أخر 10 سنوات، وتحديدا منذ انعزال دمشق عن محيطها العربي بسبب الأزمات التي تعاني منها.
فيصل المقداد في القاهرة
وتأتي زيارة فيصل المقداد إلى القاهرة؛ لعقد جلسة مباحثات ثنائية من وزير الخارجية السفير سامح شكري بمقر الوزارة بماسبيرو، يليها المشاركة في اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، يعقبه اجتماع اللجنة مع وزير خارجية سوريا.
وتعمل سوريا منذ عودتها إلى محيطها العربي خلال القمة العربية التي استضافتها مدينة جدة السعودية مايو الماضي، على التشاور والتباحث في عدد من الملفات المهمة مع الأشقاء، وعلى رأسهم مصر والسعودية والجزائر والإمارات العربية المتحدة وتونس.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن زيارة وزير الخارجية السوري تتضمن مشاركته في اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، لعقد جلسة مباحثات بشأن التطورات السورية، وذلك على خلفية استئناف سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية.
وحول تلك الزيارة، يقول نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، مختار غباشي، إن هذه الزيارة لمسئول الخارجية السوري تعد في غاية الأهمية، ومنذ عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وهناك حديث بين الأشقاء عن آليات هذه العودة، خاصة أن هناك 5 دول عربية كانت ترفض هذه العودة، بينها 7 دول مازالت متحفظة على تلك العودة.
وأضاف غباشي- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الدول الرافضة هي متحفظة على شخص الرئيس بشار الأسد ونظامه، خاصة إذا كان هناك عودة لـ جامعة الدول العربية، فهناك أسئلة ويجب الرد عليها، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخاجية السوري إلى مصر تأتي في ظل زيارة استقصائية لمعرفة رؤية الإدارة الذاتية عن مسألة عودة سوريا ومناقشة العلاقات الثنائية بين مصروسوريا.
خطوات لتحسين العلاقات
ومن جانبه يقول الباحث في الشئون الخارجية الكاتب الصحفي أكرم ألفي، إن زيارة فيصل المقداد لمصر تأتي في إطار خطوات تقليدية لتحسين العلاقات بين النظام السوري والنظم العربية، حيث أن مصر من الدول الداعمة لعودة سوريا للحضن العربي، ومصر تدعم العديد من الدول العربية الأخرى، ومنها: الجزائر والامارات والأردن.
وأضاف ألفي – خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن الزيارة تأتي وسط نقاش دائر بين القضايا العربية، وتعد سوريا طرف هام في القضية الفلسطينية أيضا، ويتناقشون أيضا في العديد من القضايا العربية.
وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وسوريا، والظروف التي تمر بها، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا، وعمليات إعادة الإعمار، وإمكانية مساهمة مصر في ذلك، وبالتالي تأتي زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر لاستكمال الموضوعات التي تم النقاش فيها.
وأضاف حسن، خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن الوزير فيصل المقداد سوف يناقش مع الوزير شكري، ملفات مثل العلاقات الثنائية والتبادل التجاري، بين البلدين، على ضوء الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، مختتما: “سيتم التطرق أيضا إلى القضايا الأخرى مثل القضية الفلسطينية، ويتم إيضا مناقشة الأزمة السورية”.
وكان الوزير فيصل المقداد قد أجري في إبريل الماضي، زيارة إلى القاهرة هي الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، حيث عقد لقاء ثنائى مغلق بين وزيرى خارجية البلدين، أعقبه جلسة محادثات موسعة شملت الوفدين المصرى والسورى، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها بما يعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
الأولى منذ 10 سنوات
وتناولت المباحثات حينها سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما في ذلك جهود التعافي من آثار زلزال السادس من فبراير المدمر، بالإضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.
وأكد الوزير سامح شكري، حينها، دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت بملكية سورية وبموجب قرار مجلس الأمن رقم “2254” تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدًا مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ذات الصلة، وأهمية استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
والجدير بالذكر، أن وزير الخارجية، زار دمشق في فبراير الماضي، للتأكيد على التضامن مع سوريا بمواجهة تداعيات الزلزال، وكان في استقباله بمطار دمشق الوزير المقداد.
كما التقى شكري، خلال زيارته لدمشق الرئيس السوري بشار الأسد، بقصر الرئاسة السورية في أول زيارة له إلى سوريا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.
وقال شكري خلال زيارته دمشق، أن “العلاقات التي تربط الشعبين المصري والسوري راسخة وقوية، وأن القاهرة ودمشق تعملان على مواجهة التحديات التي تواجه الشعب السوري، وتجاوز الآثار المترتبة عن الزلزال المدمر”.