توجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، في سياق التحركات الإقليمية التي بدأها قبل أسبوعين.
وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي، أن البرهان سيجري خلال الزيارة التي لم يذكر مدتها، مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
ويرافق البرهان -وهو يشغل أيضا منصب قائد الجيش السوداني- في زيارته، وفق البيان، كلٌّ من وزير الخارجية علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية، ميرغني إدريس سليمان.
وفي مايو/أيار الماضي أبدى أردوغان في اتصال هاتفي مع البرهان استعداد أنقرة لاستضافة “مفاوضات شاملة” لإنهاء الصراع الدائر في السودان، إلا أن أيا من طرفي الصراع لم يرد بشكل رسمي على هذه المبادرة.
وتعتبر زيارة البرهان إلى تركيا الخامسة من نوعها، بعد مصر، وجنوب السودان، وقطر، وإريتريا، منذ اندلاع القتال الدامي بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منتصف أبريل/ نيسان الماضي والذي ما يزال مستمرا حتى اليوم.
وبدأ البرهان جولاته الخارجية بعد خروجه من الخرطوم باتجاه مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر (شرقي البلاد)، في 27 أغسطس/ آب الماضي، وهو ما فسره محللون بأنه سعي لدعم إنهاء الحرب في حين يرى آخرون أنه هروب مما يصفونه “بواقع مأزوم”.
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب خروقات خلال اشتباكات لم تفلح عدة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
دعوة للتهدئة
وفي سياق المساعي لإيجاد حل للصراع في السودان، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي (تضم قطر والإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان والكويت) عن قلقها إزاء تداعيات الأزمة الحالية في السودان، مؤكدة ضرورة التهدئة، وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني.
جاء ذلك في بيان مشترك لدول مجلس التعاون ألقاه السفير إدريس بن عبدالرحمن الخنجري المندوب الدائم لسلطنة عمان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، أمام مجلس حقوق الإنسان خلال الحوار التفاعلي بشأن السودان.
وثمن البيان، استمرار الجهود الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية لتقريب وجهات النظر وتغليب لغة الحوار بين الأطراف السودانية، وبما يسهم في تعزيز أمن واستقرار السودان.
ورعت كل من الرياض وواشنطن محادثات بين طرفي الصراع في السودان عقدت في مدينة جدة السعودية، ونجحتا في الإعلان عن عدة هدن إلا أنها لم تفلح في التوصل لحل ينهي القتال.
وأكد مجلس التعاون في البيان وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب شعب السودان. ودعا في هذا الشأن المجتمع الدولي إلى تلبية نداء الاستجابة الإنسانية بشكل عاجل، وإلى توفير المزيد من المساعدات الإنسانية والطبية لرفع المعاناة عن الشعب السوداني.