لا تزال الأوضاع مشتعلة على الأراضي الفلسطينية، لليوم الثامن على التوالي، بعد تدشين عملية طوفان الأقصى، من فصائل المقاومة باتجاه الأراضي المحتلة، ردا على استهداف قوات الاحتلال للمدنيين وحملات الاعتقالات، والتعديات المستمرة من جانب المستوطنين على المقدسات الإسلامية في الضفة الغربية، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتشهد الأيام الماضية قصفا وغارات إسرائيلية مستمرة على قطاع غزة، وأيضا اختراق القوات الإسرائيلية للمخيمات في الضفة الغربية.
وأصدر جيش الاحتلال، تحذيرا لسكان قطاع غزة بإخلاء المدينة والتوجه جنوبا، وذلك بالتزامن مع إعلان وتحذير منظمة الأمم المتحدة بأن إجلاء أكثر مليون نسمية ينذر بوضع كارثي على المستوى الإنساني.
فيما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على “تويتر”، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو جميع سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حمايتهم والتواجد جنوب وادي غزة، وفق ما يظهر في الخارطة.
قصف واشتباكات مستمرة
بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن توجيه سكان قطاع غزة جنوبا، تمهيدا لعملية برية تنذر بأيام صعبة، اشتعلت جميع نقاط التماس، حيث بدأت مدفعية الاحتلال أمس، الجمعة، بقصف الجانب الشمالي من قطاع غزة، لترد كتائب القسام باستهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد بصاروخ “عياش 250″، ردا على التهجير والمجازر بحق المدنيين.
وبالتزامن مع القصف المستمر في قطاع غزة، فقد نشبت اشتباكات في كل الأنحاء أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 130.
وأكد المراسلون أن الوضع في نابلس خطير جدا، وجيش الاحتلال يطلق الرصاص الحي عند مدخل حوارة، بالتزامن مع المسيرات الحاشدة في نابلس وجنين وطولكوم وقلقيلة، دعما لغزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل عليها.
وبدأت المسيرات في مراكز المدن ثم توجهت إلى نقاط التماس والحواجز العسكرية الإسرائيلية.
وتجري مواجهات وسط مدينة الخليل وفي ريفها، وفي مخيم العروب ومدينة بيت جالا، كما دارت اشتباكات بين كتائب القسام وقوات الاحتلال في مخيم جنين، استهدفت الحواجز العسكرية لـ جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بـ جنين.
ونتيجة هذه الاشتباكات الدائرة في كل شبر بفلسطين المحتلة، كشف مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية أن عشرات الآلاف من أهالي غزة فروا باتجاه الجنوب، بعدما أمهل الاحتلال الإسرائيلي سكان القطاع 24 ساعة لإجلاء المنطقة الشمالية، استعداد لهجوم بري مرتقب.
وأكد مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية عبر موقعه الإلكتروني، أن حوالي من 400 ألف فلسطيني، نزحوا بالفعل قبل أمر الإخلاء داخل القطاع بسبب الأعمال القتالية.
فيما دعت منظمة الصحة العالمية، دول الاحتلال لإلغاء أوامرها المتعلقة بإجلاء أكثر من مليون شخص يعيشون في شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا.
اعتقال ناشطين فلسطينيين
لم يعطِ جيش الاحتلال أهمية للنداءات الدولية والإقليمية بضرورة وقف العدوان تجاه المدنيين الفلسطينيين، مستمرا في شن المزيد والمزيد من الغارات والقصف، حتى أعلن صباح اليوم، السبت، عن مصرع أحد قياديي المقاومة، واعتقل 230 ناشطا تابعا للمقاومة في الضفة الغربية، من اندلاع الصراع.
من جانبها، أعلنت الصحة الفلسطينية استشهاد 256 شخصا وإصابة 1788 آخرين، خلال 24 ساعة، كما أمرت بإخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرقي غزة بعد استهدافه من قبل الاحتلال بالفوسفور الأبيض.
وتستمر قوات الاحتلال في اقتحام المدن والمخيمات، حيث اقتحمت مدينة نابلس من عدة محاور وشنت مداهمات بعدة أحياء، واعتقلت الأسير المحرر محمد سمارة والشاب عدنان العقاد والشاب أشرف حج محمد من منازلهم بمدينة نابلس، والشاب محمود رزق الله من منزله ببلدة قصرة جنوب شرق نابلس.
من ناحية أخرى، استهدف الطيران الإسرائيلي، مخيم النصيرات واستهدف المدنيين.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات حربية للاحتلال الإسرائيلي واصلت قصفها منذ قليل على المناطق الوسطى والشمالية من قطاع غزة، كما قصف طيران الاحتلال بقصف منزل وسط خانيونس، وقبلها قامت طائرات الاحتلال الحربية باستهداف منزل في منطقة الفاخورة بمعسكر جباليا.
40 ألف مقاتل جاهز
مع هذه الأوضاع المشتعلة، أجرت قيادة كتائب القسام معاينة لقواتها ووحداتها المقاتلة بعد الغارات العنيفة، حيث تبين أن حجم الإصابات في صفوفها محدود جداً.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أنه لم تتم إصابة أي نفق، وأن الأسلحة الخاصة بمواجهة الحملات البرية لا تزال سليمة كلها.
وأكدت كتائب القسام تأهب أكثر من 40 ألف مقاتل، كما تم إطلاق رشقات صاروخية كثيفة من قطاع غزة تجاه عسقلان ومستوطنات غلاف غزة ودوي صافرات الإنذار.
أما عن حصيلة الشهداء والمصابين في غزة، فيعيش القطاع حالة مروعة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الجاري، في أعقاب عملية المقاومة الفلسطينية المسماة “طوفان الأقصى” ضد مناطق الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة، والتي أسفرت عن مصرع ما يقرب من 1400 شخص، بينما تسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة في استشهاد أكثر من 1900 فلسطيني في القطاع والضفة الغربية.
ويعيش قطاع غزة حاليا أزمة إنسانية مروعة نتيجة انقطاع المياه والكهرباء والوقود، ما أسفر عن انهيار القطاع الصحي وباتت المستشفيات مقابر جماعية على حد وصف منظمات أممية
وفيما يتعلق بالهجوم البري المزمع من قوات الاحتلال الإسرائيلي، باتجاه شمال قطاع غزة، بعد عملية القصف المدفعي أمس، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، السبت، أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تأجيل الهجوم البري على قطاع غزة.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن طلب واشنطن من تل أبيب بتأجيل الهجوم البري، هو مهلة لحين تأمين ممر إنساني.
استشهاد 1900 فلسطيني
يأتي ذلك في ظل أزمة مروعة يعيشها قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الجاري، في أعقاب عملية المقاومة الفلسطينية المسماة “طوفان الأقصى” ضد مناطق الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1400 شخص.
وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة في استشهاد أكثر من 1900 فلسطيني في القطاع والضفة الغربية، في الوقت الذي حذر الاحتلال السكان بضرورة النزوح من شمال غزة إلى جنوبها قرب الحدود المصرية.
وعلى الرغم من انصياع البعض، إلا أنهم لم يسلموا من آلة القتل الإسرائيلية، حيث قصف الاحتلال قوافل النازحين وتسبب في مجزرة جديدة.
وقبل الطلب الأمريكي من إسرائيل، كانت روسيا قد تقدمت بمشروع قانون إلى مجلس الأمن، أمس، يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار، والتنديد بالعنف ضد المدنيين و”جميع الأعمال الإرهابية”.
ودعا المقترح إلى الإفراج عن الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون إلى الإجلاء.
وسُلم النص إلى المجلس الذي يتألف من 15 عضواً، خلال اجتماع مغلق حول الصراع، الجمعة.
من جهتها، رحبت حركة حماس الفلسطينية، اليوم السبت، بالمبادرة الروسية التي تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 1950 شخصًا.
وقالت “حماس” في بيان: “نثمن موقف الرئيس الروسي الرافض للعدوان والحصار على غزة، ونرحب بالجهود الروسية الرامية لوقف العدوان”.
توقيت عملية طوفان الأقصى
وكشفت حماس سبب اختيارها لتوقيت عمليتها في 7 أكتوبر، التي نفذها 1200 من مقاتلي القسام، قائلة إنها جاءت كهجوم استباقي بعد معلومات وردتها عن نية إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية على غزة فور انتهاء الأعياد اليهودية.
وقال صالح العاروري، نائب رئيس مكتب حماس، عبر تقرير عرضته فضائية “العربية”: “وردتنا معلومات بترتيبات لشن هجوم إسرائيلي علينا عقب الأعياد اليهودية، فقمنا بضربة استباقية”.
وأضاف “العاروري” أن العملية استهدفت المواقع العسكرية الإسرائيلية، وأن القسام فوجئت بانهيار “فرقة غزة” الإسرائيلية خلال 3 ساعات، نافيًا أي استهداف للمدنيين.
وعن التصدي للهجوم البري، كشف العاروري استعداد حماس بخطة دفاعية قوية، قائلًا: “الخطة الدفاعية للمقاومة أقوى بكثير من الخطة الهجومية، وإسرائيل في قصفها لم تتمكن من الوصول إلى البنية العسكرية للمقاومة”.
وفي موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، قال العاروري إن الملف لن يفتح إلا بعد انتهاء القتال، وتابع: “بعض الأسرى الإسرائيليين قتلوا بفعل القصف الإسرائيلي”.
إسرائيل تجري عملية إبادة
وعلق مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، على الأوضاع في غزة، عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، قائلا: “لا تزال غزة صامدة، المقاومة تنتقل إلى مناطق أخرى. الشعب الفلسطيني شعب واحد ولا أحد يستطيع تمزيق الصفوف، من غزة إلى الضفة إلى مناطق الـ48 المقاومة الفلسطينية أذهلت الجميع، وإذا ما قرر العدو بدء الغزو البري فسيندم ندما شديدا، الفلسطينيون منتظرون ومرابطون، العدو يستنجد بحلفائه، ووزير الدفاع الأمريكي يناقش الخطة في تل أبيب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل لن تنجح مهما كانت شدتها القضية الفلسطينية تعود إلى الواجهة من جديد دماء الشهداء هي الطريق إلي النصر”.
واستهدف طيران الاحتلال سوق مخيم النصيرات قبل قليل في استمرار لاستهدافه المدنيين.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات حربية للاحتلال الإسرائيلي واصلت قصفها منذ قليل على المناطق الوسطى والشمالية من قطاع غزة.