تعمل القاهرة بشكل متطور وملحوظ منذ بداية التصعيد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بداية من إعلانها إجراء اتصالات مكثفة مع الجانبين لوقف إطلاق النار، ودعوتها للجميع لضبط النفس، وصولا إلى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدول العربية والإقليمية لقمة طارئة في القاهرة يوم السبت المقبل، لمناقشة الأوضاع في فلسطين.
دور مصر الريادي
وتتواصل الجهود المصرية الساعية لتغليب مسار دعم التهدئة واستعادة الاستقرار الأمني وهذا بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤتمر دولي يوم السبت القادم حول القضية الفلسطينية.
وجهزت القوافل والمساعدات الإنسانية تنفيذا لتوجيهات الرئيس واستقبلت مصر العديد من القوافل الاغاثية من مختلف الدول والمؤسسات الدولية.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة للعالم كله بأن مصر ترفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، فمصر دائما في صدارة المدافعين عن القضية ولها دوراً رياديا ومؤثرا في كافة أحداثها ومراحلها.
ونتيجة دور مصر الريادي في المنطقة نجد رؤساء وكبار المسئولين في الدول الكبرى على مستوى العالم يكثفون اتصالاتهم مع مصر لدراسة الحلول اللازمة، فمصر لم تخذل الأمة العربية أبدا طوال تاريخها وتحرص على حماية الأمن القومي العربي وفي القلب منه الأمن القومي المصري.
فلم تغفل مصر من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقامت بجهود حتما ستسفر عن هدنة فورية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، فالجميع يشيد بحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي والتشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
محورين للعمل المصري
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف الكاتب والمحلل السياسي، إن هناك محورين للعمل المصري الآن وهو “المحور الدبلوماسي والسياسي” والمحور الآخر هو المحور الإنساني.
وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إن المحور الدبلوماسي منذ اللحظات الأولي والدولة المصرية تعمل بشكل مكثف من خلال جولات دبلوماسية صعبة للغاية تخوضها القاهرة لمحاولة الوصول الي هدفين وهما وقف التصعيد والهدف الآخر هو إيصال المساعدات الإنسانية، وهذه الأهداف ذات أولوية حتى هذه اللحظة، هذا وبجانب احياء مسار السلام والوصول الي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مبني على الثوابت المصرية.
وتابع: القاهرة خلال الأيام الماضية استقبلت كم كبير وضخم من الاتصالات الهاتفية سواء على صعيد القيادة السياسية المصرية أو على صعيد وزارة الخارجية، فالرئيس عبد الفتاح السيسي حتى هذه اللحظة استقبل أكثر من 25 اتصالا هاتفي في أيام قليلة للغاية.
وواصل: ووزير الخارجية سامح شكري استقبل ما يفوق الـ 50 اتصال هاتفي خلال أيضا هذه الأيام، وبالتالي استقبلت أيضا القاهرة عدد كبير من وزراء الخارجية سواء وزير الخارجية الأمريكي ووزيرة الخارجية الألمانية والفرنسية وأيضا حتى وزير الخارجية التركي وغيرهم من وزراء.
مجلس الأمن خارج نطاق الخدمة
واستطرد: هناك زخم واعتماد وارتكاز على القاهرة كمحور لحل حقيقي لهذا الأمر، فالجميع يعول على دور القاهرة لأنه به الكثير من الروابط التي تربطه بهذا الامر لان هذه القضية هي امتداد لأمن القومي المصري وهناك أيضا ابعاد تاريخية تجعل الدور المصري دور موثوق به تجاه القضية الفلسطينية.
واكد الباحث السياسي ان مؤخرا هناك دعم لمواصلة الجهد الدبلوماسي لتعظيم وبلورته في نتائج إيجابية على ارض الواقع من خلال القمة التي سوف تعقد يوم السبت القادم، فالدولة المصرية اتجهت في بداية الأمر للاتصالات سواء مع الأطراف الفلسطينية او الإسرائيلية والدولية ثم اتجهت بهذه الاتصالات بانعقاد مؤتمر على ارض الواقع يوم السبت القادم لبلورة كل هذه الاتصالات في مخرجات نهائية تحدث نتائج إيجابية.
وأضاف رائف أن “مجلس الأمن خارج نطاق الخدمة” بخصوص القضية الفلسطينية لان الـ 5 أعضاء أصحاب الفيتو هم منخرطين بشكل ما في الصراع الدولي وبينهم الكثير من المصالح المتضاربة، وبالتالي لم ولن يتفقوا ليس فقط في القضية الفلسطينية بل أيضا في الازمة الروسية الأوكرانية، فمجلس الامن بصلاحياته الآن من التعصب التأويل عليه.
ولفت: لذلك نجد أن مصر تحاول خلق آليات عمل بديلة ومسارات دبلوماسية دولية بديلة للإنجاز على ارض الواقع، فالأمم المتحدة ليها دور ولكنه يتركز على الدور الإنساني فقط.
الدور المصري من بداية الازمة
فكان دور الدولة المصرية في بداية الأزمة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حتى الآن كان كالآتي:
- أصدرت القاهرة في السابع من أكتوبر الجاري أول بيان لها بعد ساعات من بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس، وقابلتها إسرائيل بإطلاق عملية سمتها “السيوف الحديدية”. وحذرت مصر في هذا البيان، من “المخاطر الوخيمة” لتصاعد العنف، ودعت الأطراف الدولية الفاعلة إلى التدخل، للوصول إلى هدنة.
- توالت بعد ذلك بيانات رسمية مصرية، تتناول اتصالات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، مع قادة ومسؤولين من دول عدة، للدفع باتجاه التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
- وبدأ الدور المصري يأخذ منحى أكثر تأثيرا، مع إعلان محافظة شمال سيناء، رفع استعداد مستشفياتها لاستقبال أي حالات إصابة، تصل من قطاع غزة.
- وبدت نبرة القاهرة حادة، بعد دعوة أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي سكان غزة من المدنيين، إلى التوجه إلى مصر إن أرادوا تجنب الضربات الجوية الإسرائيلية، وهو ما نفاه لاحقا متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي وسفيرة إسرائيل في القاهرة، وهنا خرج الرئيس السيسي ليؤكد أن الدولة المصرية لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ولن تتهاون كذلك في حماية أمنها القومي.
- وبمرور الوقت بدأت قوافل المساعدات تتكدس في مدينة العريش بشمال سيناء المتاخمة لمعبر رفح، بانتظار دخولها إلى غزة، لكن القصف الإسرائيلي المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر، حال دون عبورها وهنا قالت مصادر مصرية رفيعة، إن القاهرة اشترطت تسهيل وصول المساعدات بأمان لقطاع غزة، مقابل السماح بعبور حاملي الجنسيات الأجنبية عبر رفح.
- ووسط تحركات دبلوماسية لاستعادة الهدوء في غزة، تستضيف القاهرة، السبت المقبل، قمة دولية لبحث تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام.
دعوة لقمة طارئة في القاهرة
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدول العربية والإقليمية لقمة طارئة في القاهرة يوم السبت المقبل، لمناقشة الأوضاع في فلسطين.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تلقيه دعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في قمة طارئة ستعقد في القاهرة يوم السبت.
ووفقا لبيان مجلس الوزراء العراقي ستضم القمة مجموعة من القادة والزعامات العربية والإقليمية، لمناقشة الأوضاع الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة والاعتداءات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني.
كما وجهت مصر دعوة إلى روسيا لحضور المؤتمر الدولي الإقليمي الذي دعت إليه القاهرة يوم 21 أكتوبر للتباحث في شأن القضية الفلسطينية.
كما تسلم تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، دعوة من الرئيس السيسي للمشاركة في القمة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام.