حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -اليوم السبت- من توسع دائرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قائلا إن المنطقة تواجه خطر التحول إلى “قنبلة موقوتة”، في حين عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن مخاوف من كارثة قد تستمر لعقود.
وقال السيسي إنه يجب احترام السيادة المصرية، في إشارة إلى اعتراض مسيّرات عقب دخولها المجال الجوي المصري أمس الجمعة. وقالت إسرائيل أمس إن المسيرات كانت تستهدفها واتهمت جماعة الحوثي بإطلاقها.
وقال الجيش المصري إن 6 أشخاص أصيبوا جراء سقوط المسيّرات على مدينتي طابا ونويبع قرب الحدود الإسرائيلية في أعقاب انطلاقها من جنوب البحر الأحمر. ولم يذكر الجهة التي أطلقت هذه المسيرات.
وقال السيسي “أنا حذرت من توسع دائرة الصراع، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا”. وأضاف “مصر دولة ذات سيادة ويجب احترام مكانتها وسيادتها، وهذا الكلام لا تباهيا ولا تماهيا، مصر دولة قوية جدا ولا تُمس”.
في الشأن ذاته، حذرت الخارجية المصرية في بيان لها من تداعيات إنسانية وأمنية “غير مسبوقة” للاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، محملة إسرائيل مسؤولية “انتهاك” قرار أممي طالب بهدنة إنسانية.
جاء ذلك بعد ساعات من ليلة دامية في قطاع غزة شهدت قصفا إسرائيليا غير مسبوق وقطع الاتصالات والإنترنت، وسط أنباء عن توغل بري أعلنت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التصدي له.
وتمت الموافقة على مشروع القرار الأممي الذي قدمه ما يقرب من 50 دولة، بما في ذلك تركيا وفلسطين ومصر والأردن والسعودية والإمارات، بأغلبية 120 صوتا مقابل معارضة 14، مع امتناع 45 دولة عن التصويت.
ويطالب القرار بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية تحفظ أرواح المدنيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فوري ودون انقطاع”، وفق بيان الخارجية المصرية.
وحذرت مصر من أن “عدم التعامل الفوري مع المطالب الخاصة بالهدنة الإنسانية وتسهيل نفاذ المساعدات إلى القطاع، سيؤدى إلى كارثة إنسانية لا محالة، وزعزعة الأمن الإقليمي بشكل يمثل تهديدا لاستقرار المنطقة”.
تنديد روسي
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القصف الإسرائيلي لغزة يتعارض مع القانون الدولي ويخاطر بالتسبب في كارثة يمكن أن تستمر لعقود.
وأدلى لافروف بالتصريحات، وهي من أشد انتقادات موسكو لإسرائيل حتى الآن حسب مراقبين، في مقابلة مع وكالة أنباء روسيا البيضاء الرسمية (بيلتا) نشرتها اليوم السبت.
وقال لافروف إنه “من المستحيل القضاء على حماس، مثلما تعتقد إسرائيل، دون تدمير غزة مع معظم سكانها المدنيين”. وقال “إذا تم تدمير غزة وطرد مليوني نسمة، مثلما يقترح بعض السياسيين في إسرائيل والخارج، فإن ذلك سيؤدي إلى كارثة لعقود عديدة، إن لم يكن لقرون”. وأكد على ضرورة التوقف عن القصف “والإعلان عن برامج إنسانية لإنقاذ السكان تحت الحصار”.
وأثارت روسيا، التي تدعم وقفا فوريا لإطلاق النار وحل الدولتين، غضب إسرائيل بدعوة وفد من حماس لزيارة موسكو وهو قرار دافعت عنه أمس الجمعة. لكنه أوضح أن روسيا على اتصال وثيق مع إسرائيل أيضا قائلا “نحن على اتصال كامل مع إسرائيل، وسفيرنا يتواصل معهم بانتظام”.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا -اليوم السبت- جاء فيه أنها “تدين وتشجب أي عمليات برية تقوم بها إسرائيل لما في ذلك من تهديد لحياة المدنيين الفلسطينيين وتعريضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانية، لتشير إلى أنها تحذر من خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق”.
ويدخل العدوان الإسرائيلي يومه الـ22، مخلفا آلاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية، مع استمرار عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.