نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن تكون الحرب الدائرة بين بلاده وروسيا قد وصلت إلى طريق مسدود، معتبرا أن الاهتمام العالمي بالحرب على غزة صرف الاهتمام عن الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ورفض زيلينسكي تقارير تفيد بأن قادة غربيين يحشدون من أجل الانخراط في محادثات سلام.
وقال زيلينسكي إن الاهتمام العالمي بالحرب في غزة يصب في مصلحة الآمال الروسية التي تتطلع إلى صرف الاهتمام عن الحرب المستمرة في أوكرانيا، ومع ذلك فهو واثق من أن بلاده سوف تتغلب على هذا التحدي، مشيرا إلى أن أوكرانيا شهدت بالفعل مواقف صعبة للغاية لم تكن فيها مركز الاهتمام.
ولم يتحرك خط المواجهة الذي يزيد طوله على ألف كيلومتر منذ تحرير مدينة خيرسون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وهذا الأسبوع حذر رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني من أن النزاع وصل إلى طريق مسدود.
ويؤكد داعمو أوكرانيا -بما في ذلك الولايات المتحدة- أنهم مستعدون لمواصلة دعم كييف عسكريا وماليا مهما استغرق الأمر لهزيمة روسيا.
وكانت شبكة “إن بي سي” نقلت أن مسؤولين أميركيين وأوروبيين تحدثوا إلى الحكومة الأوكرانية حول ما قد تنطوي عليه مفاوضات سلام محتملة مع روسيا لإنهاء الحرب.
وقالت “إن بي سي” إن المحادثات تضمنت الخطوط العريضة للغاية لما قد تحتاج أوكرانيا إلى التخلي عنه للتوصل إلى اتفاق مع روسيا.
ونقلت الشبكة عن المسؤولين أن المحادثات مع أوكرانيا تأتي وسط مخاوف من أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وكذلك بشأن قدرة الغرب على مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا.
أوكرانيا والاتحاد الأوروبي
وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال زيارة تجريها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى كييف للتباحث في ملف انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي والتقدم الذي تم إحرازه على هذا الصعيد.
وحصلت كييف على وضعية مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أشهر على بدء الحرب الروسية العام الماضي، لكن محللين حذروا من أن الطريق أمامها طويل وصعب وصولا إلى نيل العضوية.
ويعتمد اتخاذ قرار إيجابي على 7 مطالب قدمها التكتل لأوكرانيا، ومنها تطبيق إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الفساد، وتعديل نهج اختيار القضاة أعضاء المحكمة الدستورية في البلاد، كما طلب الاتحاد الأوروبي أن تفي أوكرانيا بمعايير التكتل في مجال مكافحة غسل الأموال، إضافة إلى إصدار تشريع لكبح جماح نفوذ طبقة النخبة (الأوليغارشية) في البلاد.
وأشادت فون دير لاين بالإصلاحات في أوكرانيا والتقدم الاقتصادي، وأعربت عن ثقتها بأن كييف ستحرز تقدما على مسار الانضمام عندما تطبق هذه الإصلاحات.
وقالت إن المفوضية الأوروبية اقترحت تمويلا إضافيا بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) لأوكرانيا حتى عام 2027، وتدعم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريبا تقديم مساعدات إضافية طويلة الأجل لكييف، في توجه تعارضه فقط المجر وسلوفاكيا.
وأمام المفوضية الآن حتى الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني لتقديم تقرير بشأن التقدم الذي أحرزته أوكرانيا وغيرها من الدول الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل قمة التكتل المرتقبة في ديسمبر/كانون الأول.
اتهام الأرثوذكسية الروسية
في غضون ذلك، أعلنت أوكرانيا أنها وجهت اتهامات جنائية غيابيا إلى البطريرك كيريل رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على خلفية تبريره للحرب الروسية، حيث وصف الزعيم الروحي الأكثر نفوذا في موسكو، وهو من أشد المؤيدين للرئيس فلاديمير بوتين، الحرب بأنها معركة تاريخية ضد “قوى الشر”.
وقال جهاز الأمن الأوكراني إنه جمع بالتعاون مع مكتب المدعي العام أدلة ضد رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فلاديمير غونداييف (كيريل)، وأضاف أن البطريرك كان عضوا في الدائرة الداخلية للقيادة العسكرية والسياسية العليا في روسيا، ومن أوائل الذين أيدوا علانية الحرب الشاملة ضد أوكرانيا.
واتهم كيريل بالتعدي على سلامة أراضي أوكرانيا، بتبرير العدوان المسلح والتخطيط والتحضير لحرب عدوانية، وأكد “اتخاذ إجراءات شاملة لتقديم الجاني إلى العدالة لارتكابه جرائم ضد دولتنا”.
وسرّعت أوكرانيا ذات الأغلبية الأرثوذكسية، مساعيها لقطع العلاقات مع جميع المؤسسات الأرثوذكسية المرتبطة بروسيا بعد اندلاع الحرب.