يريفان ، أرمينيا (أ ف ب) – اتفقت أرمينيا وأذربيجان يوم الخميس على تبادل أسرى الحرب والعمل على توقيع معاهدة سلام فيما وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه خطوة كبيرة نحو السلام في المنطقة المضطربة منذ فترة طويلة.
وقالت الدولتان في بيان مشترك إنهما “تتقاسمان الرأي القائل بأن هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام الذي طال انتظاره”. وقالوا إنهم يعتزمون “تطبيع العلاقات والتوصل إلى معاهدة السلام على أساس احترام مبادئ السيادة ووحدة الأراضي”.
فرار آلاف الأرمن من ناجورنو كاراباخ مع استعادة أذربيجان للمنطقة الانفصالية
وشنت أذربيجان حملة عسكرية خاطفة في سبتمبر/أيلول في منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية. وأنهى الهجوم ثلاثة عقود من حكم الأرمن هناك وأدى إلى فرار الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 120 ألف نسمة من المنطقة المعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان.
وحتى إعلان يوم الخميس، كانت هناك خلافات مريرة بين البلدين بشأن الخطوط العريضة لعملية السلام وسط انعدام الثقة المتبادلة.
وكجزء من الاتفاق، وافقت أرمينيا على رفع اعتراضاتها على استضافة أذربيجان للمؤتمر الدولي حول تغير المناخ العام المقبل.
ولم تتمكن الدول من الاتفاق على مضيف من أوروبا الشرقية لمحادثات المناخ لعام 2024، حيث استخدمت روسيا حق النقض ضد دول الاتحاد الأوروبي، بينما رفضت أذربيجان وأرمينيا بعضهما البعض. ومن المقرر اتخاذ قرار بشأن مكان الاجتماع ورئاسته خلال الأسبوع المقبل.
وقال البيان المشترك إن “جمهورية أرمينيا تدعم طلب جمهورية أذربيجان لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP29) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، من خلال سحب ترشيحها”.
وأشاد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، بالاتفاق باعتباره إنجازا كبيرا، قائلا على قناة X إنه يرحب بشكل خاص باتفاق إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق “انفتاح غير مسبوق في الحوار السياسي”.
ودعا ميشيل أرمينيا وأذربيجان إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام في أقرب وقت ممكن.
كما رحبت الحكومة الأمريكية بالاتفاق، قائلة إن تبادل أسرى الحرب هو “إجراء مهم لبناء الثقة بينما يعمل الجانبان على وضع اللمسات النهائية على اتفاق السلام وتطبيع العلاقات”.
وأضاف البيان الصادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر أن “الولايات المتحدة ستواصل دعمها بقوة للجهود الرامية للتوصل إلى سلام دائم وكريم”.
وقالت أرمينيا وأذربيجان في بيانهما إن المحادثات بين الإدارة الرئاسية الأذربيجانية ومكتب رئيس وزراء أرمينيا أدت إلى اتفاق “حول اتخاذ خطوات ملموسة نحو بناء الثقة بين البلدين”.
وقالت أذربيجان إنها ستطلق سراح 32 جنديًا أرمينيًا أسيرًا، بينما ستطلق أرمينيا سراح جنديين أذربيجانيين.
وقالت الدولتان إنهما ستواصلان مناقشاتهما “فيما يتعلق بتنفيذ المزيد من إجراءات بناء الثقة” ودعتا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم “الذي سيسهم في بناء الثقة المتبادلة بين البلدين”.