في البداية ابتدعه الإنسان ليكون حلا ولكنه بعد نحو قرن من الزمن تحول إلى مشكلة كبرى، حيث باتت البشرية تعيش عصر البلاستيك الذي يحاصر الحياة على الكوكب الأزرق من كل الجهات.
وتابع برنامج “المرصد” في حلقته بتاريخ (2023/6/12) قضية البلاستيك الذي أصبح يشكل الملوث الأكبر للأرض بلا منازع، إذ ينتج العالم 430 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ويتم استخدام ثلثها مرة واحدة ثم يرمى ما تبقى منها في مكبات النفايات والبحار والأنهار والبحيرات. وتتوقع التقديرات الرسمية أن يصل حجم إنتاج مادة البلاستيك إلى مليار و100 مليون طن عام 2050.
تجدر الإشارة إلى أنه بين أواسط القرن الماضي حتى عام 2017، بلغ حجم الإنتاج العالمي أكثر من 9 مليارات طن من البلاستيك، وقارب الإنتاج نصف هذا الحجم خلال السنوات العشر الأخيرة، ولم يتمكن العالم من إعادة تدوير سوى 10% فقط من نفايات هذه المادة المدمرة.
من جهتها، تأخذ الأمم المتحدة على عاتقها قضية التلوث البلاستيكي، حيث وضعت الذكرى الخمسين للبرنامج الأممي للبيئة تحت شعار “مقاومة التلوث البلاستيكي”. واحتضنت اليونسكو بمقرها في باريس بداية هذا الشهر مؤتمرا يدفع باتجاه اتفاقية دولية ملزمة قانونا لإنهاء هذا التلوث.
أما عن الحلول المقترحة، فتخلص دراسات خبراء أمميين إلى أنه بإمكان العالم أن يقلل بنسبة 80% من التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040، ولكن الوصول إلى هذه النسبة يتطلب التزاما دوليا جماعيا بإعادة تدوير النفايات البلاستيكية وإعادة توجيه مجموع الاستخدامات التي يحتاجها الإنسان منه وتعويضها بمواد أخرى.
وبخصوص إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، تقدم بعض الدول الأوروبية من بينها بالخصوص ألمانيا نموذجا رائدا، إذ يتم في مصنع خاص فرز النفايات حسب سمكها وألوانها لتستخرج منها المادة الأولية الصافية في شكل حبيبات بيضاء ثم يعاد استخدامها في تصنيع منتجات التعليب الغذائي.