شهدت الساحة اللبنانية، اليوم “السبت”، تصعيداً خطيراً في المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، حيث نفذ الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية على مواقع بالضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في جنوب لبنان، فيما أعلن حزب الله عن توجيه ضربات صاروخية استهدفت “الفوج اللوجستي الإقليمي” للجيش الإسرائيلي في شمال حيفا للمرة الأولى.
غارات إسرائيلية ومواجهات صاروخية
استهدفت الغارات الإسرائيلية بلدات جنوب لبنان مثل دير قانون النهر، الخيام، ومعروب، بالإضافة إلى مرتفعات مشغرة في البقاع الغربي.
في المقابل، أطلق حزب الله رشقات صاروخية باتجاه شمال إسرائيل، حيث تعرضت مستوطنات كريات شمونة، صفد والجليل الأعلى لهجمات صاروخية من لبنان.
وأعلن حزب الله أنه نفذ هجومين صاروخيين على قاعدة زوفولون العسكرية قرب مدينة حيفا، وذلك بعد استهداف قاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب في وقت مبكر من فجر اليوم.
هجمات باستخدام الطائرات المسيّرة
تصاعدت حدة المواجهة باستخدام الطائرات المسيّرة، حيث أفاد حزب الله باستهدافه قاعدة بلماخيم الجوية جنوب تل أبيب باستخدام الطائرات المسيّرة، والتي تحتوي على مركز أبحاث عسكري ورادار لمنظومة الدفاع الجوي “حيتس”.
كما ضربت مسيرة أخرى مصنعاً للصناعات العسكرية شمال نهاريا، فيما حاولت طائرات مسيّرة أخرى استهداف قاعدة رمات ديفيد الجوية في حيفا.
مقتل قياديين في حزب الله
وفي عملية نوعية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل اثنين من القياديين البارزين في حزب الله، معين موسى عز الدين، قائد القطاع الساحلي، وحسن ماجد دياب، قائد تشكيل المدفعية، خلال غارة جوية على مدينة صور جنوب لبنان.
ووفق البيان الإسرائيلي، يُعد هذان القياديان مسؤولين عن أكثر من 400 عملية إطلاق صواريخ خلال الشهر الماضي.
إنزال بحري في شمال لبنان
وفي تطور جديد، أشارت تقارير إعلامية إلى أن قوة بحرية إسرائيلية نفذت عملية إنزال على شاطئ البترون شمال لبنان، واختطفت شخصاً لبنانياً يُشتبه في انتمائه إلى حزب الله.
وأفادت مصادر بأن الشخص المستهدف هو عماد أمهز، أحد المسؤولين في الحزب، فيما لا تزال التحقيقات جارية.
تطورات في غزة والهجمات من العراق
وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 19 شخصاً في هجوم صاروخي استهدف بلدة الطيرة وسط إسرائيل.
كما أعلنت فصائل مسلحة عراقية عن تنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على “هدف حيوي” في شمال فلسطين المحتلة، دون تقديم تفاصيل إضافية.
الخسائر البشرية في لبنان
أفادت السلطات اللبنانية بارتفاع عدد القتلى إلى 57 جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت شمال شرقي لبنان يوم الجمعة.
وركزت الغارات على قرى ريفية كانت قد نجت سابقاً من أعنف حملات القصف الجوي التي شنتها إسرائيل على مواقع حزب الله.
استهداف المعابر الحدودية
وفي تطور آخر، قصفت الطائرات الإسرائيلية معبر جوسيه-القاع على الحدود السورية اللبنانية، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن هذه الهجمات تأتي في إطار محاولة إسرائيل قطع طرق الإمداد عن حزب الله والمجموعات الإيرانية المتمركزة في سوريا.
توسيع نطاق الحرب
بدأت إسرائيل في 30 سبتمبر عمليات برية محدودة في جنوب لبنان بعد شهر من الغارات الجوية المكثفة.
وأكدت تل أبيب أن هدفها هو تحييد تهديد حزب الله في المناطق الحدودية لضمان عودة نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب تبادل القصف اليومي منذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
تتجه الأوضاع نحو مزيد من التصعيد في ظل تواصل الهجمات المتبادلة بين الجانبين، مما ينذر بتفاقم الوضع الأمني في المنطقة وترقب المجتمع الدولي لأي تحركات قد تسهم في تهدئة الصراع.