قبل أقل من يومين عن الاقتراع بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ينظر أبناء قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة يحمل غالبية سكانها الجنسية الأميركية، لهذا الاستحقاق بعين الريبة والشك وكثير من التشاؤم.
ويقيم في الولايات المتحدة نحو 172 ألف أميركي من أصول فلسطينية وفق إحصاء أجري في 2022، يوجد الكثير منهم في “ولايات متأرجحة” مثل ميشيغان وبنسيلفانيا، تعتبر حاسمة بالانتخابات.
وفي الضفة الغربية المحتلة، يقيم آلاف الفلسطينيين من حملة الجنسية الأميركية وقد هزّهم هذه السنة مقتل أميركي واستشهاد اثنين من حملة الجنسية المزدوجة في الضفة.
في التقرير التالي، تستعرض وكالة الصحافة الفرنسية بعضا من مواقف وآراء سكان قرية ترمسعيا الواقعة شمال رام الله ويحمل غالبية سكانها الجنسية الأميركية:
على غرار كثيرين في قرية ترمسعيا، يشكك رجل الأعمال الفلسطيني جمال زغلول (54 عاما)، في أن يحمل السباق للبيت الأبيض أي تغيير إلى المنطقة.
ورغم إقراره بأنه “لا أحد يكترث” في الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني ومعاناته، يؤمن زغلول بضرورة المشاركة في الانتخابات إلا أنه لن يختار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس.
ويقول زغلول -وهو منهمك في معصرة الزيتون التي يملكها في القرية لتصدير زيت الزيتون إلى الولايات المتحدة- إنه سيصوت لمرشح ثالث “أملا في التغيير مستقبلا وليس حاليا”.
ويشيد زغلول -الذي يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاقتراع الثلاثاء المقبل- بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بسبب إبرام اتفاقية أوسلو للسلام في عهده، مؤكدا أنه “هذه المرة نحتاج إلى بدء التغيير، علينا انتخاب حزب آخر، حزب مستقل، فالأحزاب الأخرى لا تساعدنا”.
بدوره، يؤكد باسم صبري -الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا- أنه ينوي التصويت لمرشح حزب ثالث احتجاجا على “8 سنوات من إدارة بائسة”.
ويقول صبري المقيم في مينيسوتا والمولود في الضفة الغربية إن بايدن “مجرم حرب”.
وينتقد كذلك بشكل لاذع سلفه في البيت الأبيض المرشح الجمهوري الحالي ترامب، مؤكدا أنه “معتوه وعنصري”.
ويوضح أنه سينتخب جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الوارد اسمها على بطاقات الاقتراع في كل الولايات الحاسمة تقريبا هذه السنة.
ويعرب صبري عن صدمته حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مبديا أمله في أن تدفع الولايات المتحدة نحو مزيد من السلام.
ويقول “إنها الدولة الوحيدة التي تعطل قرار غالبية العالم بوقف الحرب وإدانة إسرائيل”.
من جانبه، يقول عودة جمعة (56 عاما) وهو مقيم في نيوجيرسي، إنه لن يشارك في الانتخابات لأنه لا يؤمن بأي تغيير قد ينجم عنها.
ويضيف “نشعر كفلسطينيين بأنه يتم تجاهل تطلعاتنا مثل إنهاء الحروب في العالم، في فلسطين وأوكرانيا، للتركيز على مصالح السياسيين الانتخابية”.
ويقول “إن لم نصوت، سيبرز ذلك أهمية الصوت العربي والفلسطيني والمسلم في الانتخابات المقبلة”.
يقول أدهم جمعة، نجل عودة، إنه يتابع الحملة الانتخابية عن كثب لكنه لن يصوت، مؤكدا أن “الكثير من الناس غير ملتزمين بانتخاب أي شخص هذا العام، ولا أشعر بأي تغيير ممكن أن نحدثه إذا صوتنا لأي أحد”.
ويضيف “بالنسبة لترامب دوافعه واضحة جدا، ولا يبدو أنه يهتم بنا، نحن الفلسطينيين” مشيرا إلى أن البعض كان يأمل بأن قطب العقارات الأميركي “سيكون مختلفا” إلا أنه وجه خلال ولايته الرئاسية ضربات عدة للفلسطينيين.
ويعتبر أدهم أن “تأثير من يقود دفة البيت الأبيض اليوم مختلف عما كانت عليه الحال قبل أكثر من عشرين عاما” خصوصا على مجريات النزاعات الدولية.
ويؤكد “ما يفيدنا هو ألا نصوت من أجل أن يدرك المرشحون مستقبلا قيمة صوتنا، حينما نقاطع”.
في محل لبيع الشطائر المحلية، تنهمك سناء شلبي في تلبية طلبات الزبناء المتوافدين الى محلها وسط البلدة. وتؤكد سناء -التي تحمل الجنسية الأميركية- أنها لن تصوت كذلك.
وتقول سناء إنه في الولايات المتحدة “الشعب الفلسطيني يعيش وكأن ليس هناك أي مشكلة، لكن معاناتنا هنا، نحن هنا ورغم أننا نمتلك الجنسية الأميركية لا أحد يكترث لنا”.
وفي حديثها لوكالة الصحافة الفرنسية، تختم قائلة “إسرائيل هي التي تُسَير أميركا، وأنا لن أنتخب أحدا”.