اتفق خبيران على أن الإعلان الإسرائيلي عن قتل مسلحيْن من حزب الله يحملان جنسيتين آسيويتين يمثل رواية غير مكتملة قد تحمل أبعادا دعائية أكثر من كونها معلومة دقيقة، في ظل عدم توضيح هوية المسلحيْن أو تاريخ تصفيتهما.
وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قتل مسلحيْن من حزب الله يحملان جنسيتين آسيويتين تسللا إلى إسرائيل خلال الحرب، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأشار الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إلى أن هذا الإعلان يفتقر إلى الشفافية والأدلة الواضحة، مؤكدا أن حزب الله لا يعتمد على مقاتلين من جنسيات غير لبنانية.
وذكر أن مقاتلي الحزب في المناطق الحدودية ليسوا حتى من أبناء مناطق لبنانية أخرى، وإنما هم في الأغلب أبناء تلك المناطق التي يدافعون عنها.
وأضاف جوني أن هذه الرواية الإسرائيلية قد تهدف إلى الإيحاء بأن حزب الله يتلقى دعما دوليا، وأن الساحة اللبنانية مفتوحة لجنسيات مختلفة تنفذ هجمات ضد إسرائيل، وقد تلمح أيضا إلى نشاط أمني لحزب الله داخل إسرائيل.
لكنه شدد على ضرورة انتظار المزيد من المعلومات من الجانب الإسرائيلي لتوضيح الأهداف وراء هذا الإعلان.
بدوره، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي أشرف بدر أن الإعلان الإسرائيلي يخدم حملة دعاية تهدف إلى إظهار إسرائيل كطرف يواجه جبهة دولية وليس فقط حزب الله لتكسب دعما عالميا.
وأوضح بدر أن الرواية الدعائية الإسرائيلية تروج لفكرة أن إسرائيل تخوض حربا عالمية ضد الإرهاب، مشيرا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يدعو العالم للوقوف إلى جانب إسرائيل باعتبارها محور الخير في مواجهة محور الشر.
وأكد بدر أن انضمام عناصر أجنبية للمواجهة -إذا صحت المعلومات- سيُستغل إعلاميا للتأكيد على هذه الصورة.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان -بينها حزب الله- بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان -بما فيها العاصمة بيروت- عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن نحو 3 آلاف قتيل و13 ألفا و492 جريحا -بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء- فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.