في أعقاب شعور سكان القاهرة بهزات أرضية ناجمة عن الزلزال الذي ضرب قبرص مؤخرًا، أثار هذا الحدث الكثير من الأسئلة والتكهنات حول إمكانية وقوع زلازل كبيرة في المنطقة، من بين أبرز الأحاديث التي ترددها وسائل الإعلام والجمهور، كانت التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها بعض العلماء والخبراء حول تنبؤات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس.
حقيقة الهزة الأرضية في مصر: معهد البحوث الفلكية يوضح التفاصيل
أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية حقيقة الهزة الأرضية التي شعر بها بعض سكان مصر مؤخرًا، حيث أكد أن الزلزال الذي تم الشعور به كان نتيجة هزة أرضية وقعت شمال قبرص بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر.
وذكر الدكتور طه رابح، رئيس المركز، في تصريحات لموقع “صدى البلد”، أن الزلزال وقع على بُعد حوالي 700 كم من السواحل المصرية، وهو ما جعل بعض المواطنين يشعرون بالهزة.
وأضاف الدكتور طه رابح أن المعهد لم يتلقَّ أي بلاغات عن وقوع إصابات نتيجة الهزة، مشيرًا إلى أن الصوت الذي سمعه البعض كان نتيجة لسطحية الهزة الأرضية.
هل تنبؤات هوغربيتس كانت صحيحة؟
العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي اشتهر بتنبؤاته الزلزالية المثيرة، قد نشر سابقًا تحذيرات عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص حدوث زلازل كبيرة في مناطق معينة. وكانت تصريحاته قد أثارت الجدل، حيث تنبأ بحدوث زلزال قوي في الفترة القريبة من حدوث زلزال قبرص. بعض الخبراء شككوا في دقة هذه التنبؤات، معتبرين أن العلوم الزلزالية لا تزال في مرحلة مبكرة من الفهم الكامل للظواهر الطبيعية، بينما اعتبر آخرون أن هذه التنبؤات قد تكون ناتجة عن قراءات غير علمية أو عشوائية.
تنبؤات العالم الهولندي: هل يمكن تصديقها؟
فيما يتعلق بتنبؤات العالم الهولندي التي تحدثت عن احتمال وقوع زلزال قوي في مصر خلال الفترة المقبلة، نفى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية هذه الادعاءات بشكل قاطع. وأكد الدكتور طه رابح أن هذه التنبؤات لا تستند إلى أي أدلة علمية موثوقة، وهي غير صحيحة تمامًا.
وأشار إلى أن التوقعات التي يروج لها العالم الهولندي تعتمد على نظرية قديمة تتعلق بتأثير التفاعل بين المجالات المغناطيسية للأرض والشمس على حدوث الزلازل، لكن هذه النظرية لا تحظى بتأييد علمي، وادعاءاته بشأن الزلازل تعتمد على تنبؤات غير علمية تهدف إلى إثارة القلق بين المواطنين.
الزلزال في قبرص: مصادفة أم تنبؤ صحيح؟
على الرغم من أن الزلزال الذي شعر به سكان القاهرة لم يكن كبيرًا للغاية، إلا أنه جاء في وقت حساس، حيث تكهن بعض المتابعين بأن الزلزال قد يكون مرتبطًا بتنبؤات هوغربيتس. هذه التوقعات أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هناك بالفعل قدرة علمية على التنبؤ بالأحداث الطبيعية بهذا الشكل. يعتقد البعض أن هذه المصادفة قد تعزز من مصداقية بعض الباحثين في مجال الزلازل، بينما يرى آخرون أنها مجرد صدفة.
هل يمكننا التنبؤ بالزلازل؟
على الرغم من التطور الكبير في دراسة الزلازل والأبحاث العلمية المرتبطة بها، إلا أن التنبؤ بالأحداث الزلزالية لا يزال موضوعًا مثيرًا للجدل. العلماء غالبًا ما يستخدمون البيانات التاريخية والنماذج الرياضية لرصد الزلازل المحتملة، لكن لا توجد طريقة دقيقة يمكن من خلالها التنبؤ بموعد أو مكان وقوع الزلزال بدقة.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين قد حاولوا تطوير تقنيات للكشف عن “العلامات” المبدئية للزلازل، مثل النشاط الزلزالي البطيء أو التغيرات في سلوك الأرض، لكن هذه المحاولات لم تؤدِّ بعد إلى نتائج ملموسة يمكن الاعتماد عليها بشكل دقيق.
التساؤلات المستمرة: هل يجب أن نأخذ التنبؤات بعين الاعتبار؟
على الرغم من عدم وجود إجماع علمي حول دقة التنبؤات الزلزالية، إلا أن هذا النوع من الحديث يظل يحفز الفضول العام حول ما إذا كان بإمكان العلم في المستقبل القريب أن يوفر أدوات أكثر دقة للتنبؤ بهذه الظواهر الطبيعية المدمرة، لذلك، فإن السؤال المطروح يبقى: هل يجب أن نأخذ تنبؤات العلماء غير التقليديين بعين الاعتبار، أم أن العلم الرسمي في هذا المجال هو الأكثر موثوقية؟
في النهاية، يبقى الزلزال حدثًا طبيعيًا غامضًا، والعلماء يستمرون في محاولات فهمه بشكل أفضل، لكن حتى الآن، لا يمكن التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق على مستوى العالم.