الخرطوم – قالت مجموعة مستقلة من خبراء الأمن الغذائي إن السودان الذي يعاني من الحرب ينزلق إلى “أزمة مجاعة آخذة في الاتساع” اتسمت بتفاقم المجاعة وزيادة في سوء التغذية الحاد.
وقال الخبراء إن المجاعة امتدت إلى خمس مناطق، حيث يحتاج 24.6 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، إلى مساعدات غذائية عاجلة.
ونجمت أزمة الجوع عن الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 شهرا والتي دمرت السودان.
وقد باءت حتى الآن جهود الوساطة المختلفة التي تهدف إلى إنهاء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بالفشل.
ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع انقلابا مشتركا في عام 2021، لكن الصراع على السلطة بين قادتهما أدى إلى دفع البلاد إلى حرب أهلية في عام 2023.
وقد أدى ذلك إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث حذرت لجنة مراجعة المجاعة المدعومة من الأمم المتحدة من احتمال حدوث “كارثة أكبر” إذا لم ينته الصراع.
وترتبط اللجنة بالتصنيف المتكامل لمراحل الغذاء (IPC) – وهي مبادرة عالمية من قبل وكالات الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة والحكومات لتحديد ظروف المجاعة.
وأعلنت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش يوم الاثنين تعليق تعاونها مع الجماعة، متهمة إياها بإصدار “تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته”، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وكان المركز قد حدد لأول مرة حدوث مجاعة في أغسطس في مخيم زمزم في منطقة دارفور بالسودان، حيث لجأ نحو نصف مليون شخص.
وقال المجلس في تقريره الأخير إن المجاعة ضربت الآن مخيمي أبو شوك والسلام في مدينة الفاشر المحاصرة بدارفور، بالإضافة إلى منطقتين في ولاية جنوب كردفان.
وقال المجلس إن “المجاعة هي المظهر الأكثر تطرفا للمعاناة الإنسانية، وتمثل انهيارا كارثيا للأنظمة والموارد الضرورية للبقاء على قيد الحياة”.
وأضاف أن “الأمر لا يقتصر على نقص الغذاء فحسب، بل إنه انهيار عميق في الصحة وسبل العيش والهياكل الاجتماعية، مما يترك مجتمعات بأكملها في حالة من اليأس”.
وتوقع المجلس أن خمس مناطق أخرى في دارفور قد تواجه المجاعة بحلول مايو/أيار، وكان هناك خطر من انتشار المجاعة إلى 17 منطقة أخرى.
وأضاف: “في المناطق التي تشهد صراعا شديدا، أدت الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشدة، مما أدى إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم والنهب وتدمير المخزونات”.
وشهدت كل من دارفور وجنوب كردفان بعضاً من أسوأ أعمال العنف، حيث قُتل واغتصب واختطف عشرات المدنيين على أيدي مسلحين.
وفي مايو/أيار، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، إن بعض التقديرات تشير إلى مقتل ما يصل إلى 150 ألف شخص في الصراع في جميع أنحاء البلاد. — بي بي سي