في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في منطقة البحيرات العظمى، تواجه جنوب أفريقيا تحديات متزايدة نتيجة انخراطها في مهام حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكد وزير الخارجية الجنوب أفريقي رونالد لامولا مسؤولية بلاده في دعم الدول المجاورة لتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن “جنوب أفريقيا لن تنعم بالاستقرار إذا ما استمرت الاضطرابات في محيطها الإقليمي”.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب مقتل 14 جنديًّا جنوب أفريقيًّا خلال اشتباكات مع متمردي حركة “إم 23” في شرق الكونغو الديمقراطية.
وقد أثارت هذه الخسائر دعوات من بعض القادة السياسيين في جنوب أفريقيا، مثل جوليوس ماليما من حزب “مقاتلو الحرية الاقتصادية”، وموسي مايمان زعيم حزب “بناء جنوب أفريقيا واحدة”، لسحب القوات الجنوب أفريقية من الكونغو الديمقراطية.
في المقابل، رفض لامولا هذه الدعوات، مشددًا على أهمية استمرار مشاركة جنوب أفريقيا في الجهود الإقليمية للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وقال “إذا كنا جادين في المساعدة على إسكات البنادق، فلا خيار أمامنا سوى المشاركة في الجهود الإقليمية لتحقيق ذلك، سواء تحت رعاية مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك)، أو الاتحاد الأفريقي، أو حتى مجلس الأمن الدولي”.
![تصميم خاص - خريطة جنوب أفريقيا](https://khaleejstars.com/wp-content/uploads/2025/02/2212-1736937185.jpg)
وفي هذا السياق، دعت منظمات حقوقية وأطراف سياسية إلى إجراء تحقيق قضائي في ملابسات مقتل هؤلاء الجنود في شرق الكونغو الديمقراطية، بهدف تحديد الأسباب والمسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
كما طالب بعض أعضاء برلمان جنوب أفريقيا بإجراء مراجعة شاملة لإستراتيجية البلاد في المهام الدولية، خاصة مع تزايد المخاطر التي تواجه القوات على الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تشارك بأكثر من 2900 جندي في بعثات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية، في إطار التزامها بدعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتشمل هذه المشاركة توفير الدعم اللوجستي، وتدريب القوات المحلية، والمساهمة في عمليات مكافحة التمرد.