وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، حداً للتكهنات المتزايدة حول مستقبل إيلون ماسك داخل إدارته، مؤكداً أن الملياردير المثير للجدل سيبقى “بقدر ما يريد”، لكنه سيعود في نهاية المطاف إلى أعماله الخاصة.
وقال ترامب للصحفيين أثناء رحلته إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية أسبوع مطولة: “إيلون رائع”، مشيداً بدوره كمستشار اقتصادي خاص، رغم الضجة المثارة حول خططه الصارمة لتقليص الإنفاق الحكومي وفصل آلاف الموظفين.
وكان ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، قد تولّى منذ أسابيع إدارة فريق خاص بالكفاءة الحكومية، وهي هيئة استشارية تسعى لتخفيض النفقات في مؤسسات الدولة. وقد أثار ذلك موجة من الانتقادات، لا سيما بعد تقارير عن خطط لفصل آلاف العاملين ضمن القطاع العام، وهو ما اعتبره معارضو الإدارة “هجوماً على الطبقة الوسطى”.
وأفادت تقارير صحفية أمريكية بأن ماسك قد يغادر منصبه إلى جانب ترامب قريباً، في إشارة إلى خلافات أو ضغوط متزايدة عليه من داخل الإدارة نفسها. إلا أن ترامب، في تصريحه الأخير، دحض تلك الأنباء بشكل غير مباشر، مرجحاً أن ماسك لن يغادر قبل نهاية فترة عمله الرسمية، والمقررة أن تنتهي بعد حوالي 130 يوماً، في أواخر شهر مايو المقبل.
وبالرغم من نفيه القاطع، لم يحدد ترامب ما إذا كان ماسك سيواصل إشرافه على برنامج الكفاءة الحكومية حتى نهايته، أم أنه قد يغادره طواعية لاحقاً للتركيز على مشاريعه التجارية التي تشهد نمواً متسارعاً.
حضور لافت رغم الجدل
يذكر أن حضور ماسك في الساحة السياسية الأمريكية قد تصاعد بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، حيث بات يؤدي دوراً محورياً في رسم ملامح السياسة الاقتصادية للإدارة الجمهورية، خاصة في ما يتعلق بالتقشف وتقليص حجم الحكومة.
ويبدو أن ترامب يسعى للاستفادة من الحضور الإعلامي والاقتصادي القوي لماسك، رغم ما يثيره من جدل داخلي، من أجل تعزيز صورة إدارته كمنصة للإصلاح الهيكلي، والاستعانة بكبار رجال الأعمال في قيادة التغيير داخل أروقة الدولة.
ويُتوقع أن يستمر النقاش حول بقاء ماسك في الإدارة، خصوصاً مع اقتراب انتهاء فترته المؤقتة، وفي ظل التحديات التي يواجهها في التوفيق بين دوره السياسي ومهامه في شركاته العملاقة.
