أكد السفير محمد سفيان براح سفير الجزائر لدى مصر، أن العلاقات بين بلاده ومصر تتجاوز كونها علاقة شراكة استراتيجية، لتكون علاقة أخوة وصداقة ممتدة عبر عشرات السنين.
وقال السفير براح، في تصريح خلال حديث لبرنامج “عالم المعرفة” الذي يقدمه الدكتور عمرو مبروك عبر البرنامج الأوروبي، إن الجزائر تثمن عاليا الدور الذي لعبته مصر في دعم الثورة الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية، وبالأخص في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي قدم دعما كبيرا للجزائريين في نضالهم من أجل نيل الاستقلال في عام 1962
وأضاف أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا كبيرا عقب الاستقلال، حيث قامت مصر بتقديم الدعم للجزائر عبر إرسال خبراء متخصصين في مختلف المجالات، ما ساهم في النهضة الجزائرية بعد الاستقلال.
وفيما يخص العلاقات الحالية.. أشار السفير براح إلى أن التعاون بين الرئيسين عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، وعبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، يشهد تناميا ملحوظا، وأن هذه العلاقات ترتكز على أسس الصداقة والأخوة بين الشعبين.
ولفت إلى زيارة الرئيس تبون لمصر في أكتوبر الماضي، التي تم خلالها التأكيد على رغبة البلدين في رفع مستوى التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع. كما أشار إلى توقيع مذكرات تفاهم في مجالات متعددة شملت التعليم والطاقة والإسكان والصناعة والبتروكيماويات.
وأوضح أنه في نوفمبر الماضي، عقد اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين، حيث تم التوقيع على أكثر من 18 مذكرة تفاهم في مجالات الصناعة، الصحة، المالية، الطاقة، التعليم، السياحة، والرياضة.
وشدد على أهمية هذه المذكرات في تعزيز التعاون الثنائي، مشيرا إلى أن هناك آلية ديناميكية تم وضعها لضمان تنفيذ هذه الاتفاقيات في الوقت المحدد. كما أشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع في مارس 2026 لمراجعة أي تأخير قد يحدث في تنفيذ هذه المذكرات.
وفي سياق متصل، أكد السفير أن نحو 40 من رجال الأعمال الجزائريين شاركوا في الاجتماعات مع نظرائهم المصريين، وهو ما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي وتحفيز الاستثمار في مختلف المجالات.
وأضاف أن الجزائر ترى في التعاون مع مصر فرصة لتعزيز استثماراتها في الأسواق الإفريقية.
وأشار السفير براح إلى أن الرئيس السيسي أبدى اهتماما كبيرا بالاستماع إلى آراء أعضاء اللجان المتخصصة والعمل على تذليل أي عقبات قد تواجه تنفيذ هذه الاتفاقيات.
وأكد السفير الجزائري أن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون في مجالات جديدة، مثل الرقمنة وتوسيع تغطية الإنترنت، بالإضافة إلى استثمار الطاقات البديلة النظيفة وتنمية الاقتصاد الوطني بعيدا عن الاعتماد على صناعات البتروكيماويات.
وأشار إلى أن الجزائر قد حققت تقدما كبيرا في مجالات التعليم والصحة، وتتطلع إلى الاستفادة من تجربة مصر في تطوير قطاع السياحة وبنيتها التحتية لتشجيع الاستثمار في هذا المجال.










