أظهر مقطع فيديو لحظات تصدي أحد المارة لمسلح، خلال هجوم أسفر عن قتلى أثناء احتفال بعيد الأنوار اليهودي على شاطئ بونداي في سيدني الأسترالية، يوم أمس الأحد، في تصرف قوبل بإشادة واسعة واعتُبر عملا بطوليا أنقذ أرواحا.
تحول الاحتفال على الشاطئ الشهير في مدينة سيدني إلى بحيرة من الدماء، بسبب هجوم من جانب شخصين مسلحين أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا.
قال المسؤول في الجالية الإسلامية في أستراليا جمال ريفي إن الشخص الذي منع منفذ إطلاق النار من إكمال الهجوم في سيدني (مسلم)، وهو أحمد الأحمد، صاحب الأصول السورية، الذي كان يجلس بالقرب من الفوضى التي عمّت شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية، خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي، قبل أن يتمكن من السيطرة على أحد المسلحين، ونزع سلاحه في لحظة وثّقتها كاميرات المراقبة، وانتشرت حول العالم.
وبدون سلاح أو تدريب، تسلل أحمد، الأب لطفلتين، عبر موقف السيارات، واقترب من مطلق النار من الخلف، وأمسك به وانتزع البندقية من يده وصوّبها نحوه، ما أجبره على التراجع، وأشارت التقديرات إلى أن تصرف أحمد السريع ساهم في إنقاذ حياة عدد من الأشخاص كانوا في مرمى النيران. ووصفه الرئيس الأمريكي ترامب بالشخص الشجاع جداً، وذلك في معرض نعيه لضحايا هجوم شاطئ بونداي في سيدني.
استمر إطلاق النار نحو 10 دقائق، وكانت أسوأ موجة عنف تشهدها أستراليا منذ نحو 30 عاما، وأعلنت الشرطة الأسترالية في مؤتمر صحفي أن الأب البالغ 50 عاماً قُتل في موقع الهجوم، بينما يرقد ابنه (24 عاماً) في حالة حرجة بالمستشفى.
وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية أن منفذي الهجوم هما ساجد أكرم الذي قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وابنه نافيد أكرم الذي يرقد الآن في المستشفى بحالة حرجة تحت حراسة الشرطة.
وقال وزير الداخلية الأسترالي إن أحد منفذي الهجوم جاء إلى البلاد بتأشيرة دراسة، وإن ابنه المنفذ الثاني ولد في أستراليا.
فيما قال شهود إن إطلاق النار دفع المئات من رواد الشاطئ للتفرق على الرمال والهروب إلى الشوارع والحدائق القريبة.
وقالت الشرطة إن نحو ألف شخص كانوا يشاركون في الاحتفال المقام بمناسبة عيد حانوكا اليهودي. ولا تزال تحقيقات الشرطة جارية وتم زيادة عدد أفرادها في المناطق اليهودية.
وقالت السلطات إن عدد القتلى كان سيصبح أكبر بكثير لولا تدخل أحمد الأحمد، وقالت القناة السابعة الأسترالية إن البطل أصيب برصاصتين خلال الحادث، ومن المقرر أن يخضع لعملية جراحية.
وهو أب لطفلين ويمتلك متجرا لبيع الفواكه في ساذرلاند، ولا يملك أي خبرة في التعامل مع الأسلحة.
فيما أشاد الأزهر الشريف بأحمد الأحمد، في بيانه، وأوضح أنه يُقدِّر الموقفَ البطوليَّ للشاب المسلم أحمد الأحمد، الذي لم يتردد في تعريض حياته للخطر بعد أن بادر بنزع سلاح أحد المهاجمين قبل أن يتمكنوا من إصابته برصاصتين، مؤكدًا أن هذا السلوك الإنساني الرفيع يعكس فهمًا عميقًا لتعاليم دينه الحنيف، ويؤكد أن المسلمين دعاةُ سلامٍ ومحبة، لا عنفٍ وعداوة، كما يحاول البعض تصويرهم زورًا وبهتانًا.










