أكد الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الموضوعين رغم اختلافهما الظاهري، موضحا: “خُطبة الجمعة غدا تتناول جزئين؛ الجزء الأول يتعلق بالحفاظ على كل قطرة ماء، والجزء الثاني في التحذير من القمار بكل أشكاله وصوره، قد يبدو للوهلة الأولى أن الموضوعين غير مرتبطين، ولكن في الحقيقة هناك علاقة وثيقة تجمعهما”.
الارتباط بين الماء والمال
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريح له: “الارتباط بين الماء والمال يكمن في أنهما من أعظم النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا في هذه الحياة، فالماء هو أساس الحياة، والمال هو وسيلة لتحقيق احتياجات الحياة، والهدف من هذه الخُطبة هو لفت انتباه المجتمع إلى كيفية الحفاظ على هاتين النعمتين العظيمتين، وعدم التفريط فيهما أو الاستهانة بهما”.
وتابع: “نعمة الماء، كما تعلمون، هي من أكبر النعم التي أنعم الله بها على البشرية، وإذا تم استخدامها بشكل مفرط أو مسرف فيه، فإننا بذلك نضيع هذه النعمة، نفس الأمر ينطبق على المال؛ القمار والمراهنات وأنواع الإسراف المالي الأخرى هي وسائل تُضيّع المال، وتؤدي إلى تدمير حياة الأفراد والمجتمعات، لذلك، يجب أن نعلم أن كلا النعمتين يجب أن يتم التعامل معهما بحذر، دون تفريط أو إسراف”.
تضييع النعم التي منحها الله لنا
كما أكد على أن الهدف من الحديث عن القمار في نفس السياق هو التأكيد على أن الإسراف في المال من خلال القمار أو المراهنات أو غيرها من الأساليب الهدّامة، هو نوع من تضييع النعم التي منحها الله لنا: “عندما يستهلك الإنسان ماله في هذه الطرق، فهو لا يضيّع ماله فحسب، بل يضر نفسه وأسرته، بل المجتمع بأسره”.
الإسراف في الماء
وأردف: “إن الإسلام حثّنا على التوسط والاعتدال في كل شيء، سواء كان في استخدام الماء أو المال.. وإذا نظرنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أنه كان يُعلّم الصحابة كيف يعتدلون في استخدام كل شيء، بما في ذلك الماء.. وكان صلى الله عليه وسلم يتحاشى الإسراف في الماء حتى لو كان هناك مصدر للماء وفير، وهو ما يجب أن نلتزم به في حياتنا اليومية”.
وختم حديثه بتوجيه نصيحة للجميع: “لنحافظ على نعمة الماء والمال ونتعامل معهما بحذر، ونعمل جميعًا على الحفاظ عليهما، ليكونا سببًا في سعادتنا ورفاهيتنا، لا في هلاكنا ودمارنا”.