أكد الدكتور أكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن النهج الذي تتبعه إسرائيل في تعاملها مع المجتمع الدولي يعكس ممارسات تعتمد على الخداع والمراوغة.
وأوضح بدر الدين، خلال حديثه ببرنامج “اليوم” الذي يُبث على قناة “DMC”، أن إسرائيل تُظهر نمطًا متكررًا من تقويض الجهود التفاوضية في اللحظات الأخيرة بعد تحقيق تقدم ملموس، وذلك باستخدام ذرائع وحجج مختلفة.
النهج الإسرائيلي في التفاوض
وأشار بدر الدين إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة، إذ شهدنا سيناريو مشابهًا في غزة، حيث كانت هناك محاولات متكررة للتوصل إلى اتفاقات تفاوضية.
ومع ذلك، أقدمت إسرائيل في كل مرة على إفساد تلك الجهود من خلال إما إقصاء مفاوضين بدون صلاحيات حقيقية أو إدخال مطالب وشروط جديدة تفسد أي تقدم تم تحقيقه.
وأوضح الخبير السياسي أن هذا النهج قد يكون مشابهًا لما يحدث حاليًا في لبنان، حيث تواصل إسرائيل اتباع استراتيجيات متعمدة لتقويض أي مفاوضات جادة.
المراوغة والخداع الدولي
وأضاف بدر الدين أن الخداع الإسرائيلي لا يتوقف عند حدود التفاوضات فقط، بل يمتد إلى مجالات أخرى خطيرة، من بينها الاعتداءات على ممثلي المنظمات الدولية مثل قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان والعاملين في منظمة الصحة العالمية.
وشدد على أن هذه الهجمات تعرقل عمل هؤلاء الممثلين وتحد من قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم الدولية.
تصعيد خطير
وأشار بدر الدين إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على القوى الدولية تضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبرى، حيث لا تكتفي إسرائيل بعرقلة المفاوضات، بل تصعد الأمور باستهدافها للمنظمات الدولية التي تسعى للحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة.
خاتمة
واختتم الخبير السياسي حديثه بالتأكيد على أن هذه التصرفات الإسرائيلية ليست سوى استمرارية لنهج طويل من الخداع والمراوغة، وهو أمر يُصعب من الوصول إلى أي تسوية سياسية دائمة سواء في غزة أو في لبنان، مشيرًا إلى أن على المجتمع الدولي أن يتعامل بحزم مع هذا النوع من الممارسات.
في تصعيد حاد للتوترات الإقليمية، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية مكثفة على لبنان اليوم الجمعة، مستهدفة العديد من المناطق، مخلفة دمارًا واسعًا وضحايا بين المدنيين.
تأتي هذه الهجمات كجزء من العمليات العسكرية المستمرة بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية أكتوبر.
غارات على البقاع والجنوب
استهدفت غارة جوية إسرائيلية بلدتي أمهز وحربتا في منطقة بعلبك شرق لبنان، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا.
وفي الجنوب، كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على بلدات عيتيت ووادي جيلو، ما أدى إلى تدمير محال تجارية بالكامل، وفقًا لما نشرته “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية.
مدينة بنت جبيل الجنوبية تعرضت أيضًا لغارات عنيفة استهدفت عدة أحياء، فيما استمرت الهجمات الجوية على بلدات الطيري، الشهابية، والمجادل في الجنوب، موقعة أضرارًا كبيرة في البنية التحتية والمنازل السكنية.
حزب الله يرد بالصواريخ
من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني عن إطلاقه صواريخ استهدفت تجمعًا للقوات الإسرائيلية في منطقة المسلخ قرب بلدة الخيام في جنوب لبنان.
تزامنًا مع ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية أن نحو 30 صاروخًا أُطلقت من لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية، ما أدى إلى وقوع إصابات في مدينة كرمئيل شمال إسرائيل.
استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت
في بيروت، استهدفت الغارات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية للعاصمة، حيث شنت الطائرات الحربية 14 غارة على مناطق متعددة تشمل الغبيري، الكفاءات، طريق المطار القديم، وتحويطة الغدير.
أدت هذه الضربات إلى دمار هائل، حيث تمت تسوية العديد من المباني بالأرض واندلاع حرائق في عدة مواقع.
استهداف مرافق طبية وتصاعد القلق الدولي
من جهة أخرى، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء الهجمات المتزايدة على المرافق الصحية في لبنان.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس، إن عدد الهجمات المؤكدة على المنشآت الصحية بلغ 55، لكنها أشارت إلى أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة القماطية في جبل لبنان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وفي منطقة عين الرمانة-عاليه، أسفرت غارة على شقة سكنية عن وقوع قتلى وجرحى.
تواصل التصعيد العسكري منذ سبتمبر
منذ 23 سبتمبر، تكثف إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان، مستهدفة مناطق واسعة في الجنوب والبقاع، وكذلك العاصمة بيروت.
في الأول من أكتوبر، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية برية في جنوب لبنان، ما أدى إلى تصاعد حدة القتال بشكل ملحوظ.
الوضع الإنساني يتفاقم
مع استمرار العمليات العسكرية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان، حيث تتعرض البنية التحتية للدمار، وتزداد معاناة المدنيين في ظل نقص الإمدادات الطبية وتعرض المستشفيات والمرافق الصحية للهجمات.