أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم 15 مايو، حيثيات حكمها على عاطل حضوريا بالسجن المشدد 10 سنوات لاتهامه بزعامة تشكيل عصابي ضرب مواطن حتى الموت بالمعصرة وإكراه على توقيع إيصالات أمانة، وأمرت بمصادرة الأدوات المضبوطة ووضعه تحت مراقبة الشرطة 3 سنوات وألزمته المصاريف الجنائية.
صدرت حيثيات الحكم برئاسة المستشار خالد عبد الغفار النجار رئيس المحكمة وعضوية المستشارين رضا زكي عبد الجواد وياسر قطب جاب الله وكمال الشناوي وأمانة سر حسام كمال.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنه بعد سماع المرافعة الشفوية ومطالعة الأوراق والمداولة، فأن وقائع الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة و إطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها و ما تم فيها من تحقیقات و ما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أنه حال مرور المجني عليه بالطريق العام إعترض طريقه المتهم ومتهمين آخرين سبق محاكمتهم و قاموا بإصطحابه عنوه بجانب كوبري سجورت بدائرة قسم شرطة المعصرة و كانوا يحملون أدوات جنزير حديد و عصا خشبية وقاموا بالتعدي عليه بالضرب و ترهيبه وتوثيق يديه بالحبال لظنهم قيامه بسرقة دراجة بخارية (توك توك) يملكه أحد المتهمين السابق محاكمته فأحدثوا الرعب في نفسه لتكدير أمنه و سكينته وتعريض حياته للخطر ، وبعد قيام المتهم بالإتصال تليفونيا بأحد المتهمين السابق محاكمتهم والتأكد من أن العقار خالي من أي شخص قاموا بإختطافه و اقتياده كرها عنه إلى عقار تحت الإنشاء وصعدوا به بالطابق الثامن فيه بعيدا عن ذويه و عن أعين الناس وقاموا بإحتجازه فيه فترة من الزمن و استمروا في ضربه و إهانته مدة من الزمن لإرغامه على الإعتراف بسرقة الدراجة النارية الخاصة بأحدهم و بعد ان انصاع لهم وإعترف بسرقتها قاموا بإستكتابه كرها عنه لإيصالين أمانة كلا منهما بمبلغ عشرة آلاف جنيه و بعد أن فرغوا من ذلك تركوه مع المتهم و آخر سبق محاكمته.
وأضافت الحيثيات أنه حال ذلك غافلهم المجني عليه محاولا الهرب إلا أنه سقط أرضا من الطابق الثامن مكان إحتجازه) و حدثت إصاباته الواردة بتقرير مصلحة الطب الشرعي و التي أدوت بحياته والذي ورد بنتيجته أن الإصابات المشاهدة و الموصوفة بخلفيه الرسغين تبينا من شكلها و أماكن تواجدها أنها على غرار التقييد والإصابات بباقي الجثمان إصابات حيوية حديثة ذات طبيعة رضية ورضية إحتكاكية حدثت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة خشنة السطح نوعا أيا كان نوعها و تعزى الوفاة إلى مجموع الإصابات الرضية و ما أحدثته من كسور العضد الأيمن و الساعد الأيسر والساق اليمنى و الفخذ الأيسر وتهتك الأوعية الدموية الرئيسية المغذية لهم وتهتك بالرئة اليسرى و الكلية اليسرى و مضاعفاتهم ، و لا يوجد ما يمنع وجواز حدوث الواقعة في مجملها وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة من السقوط من علو ، هذا و فور سقط المجني عليه من العقار قام المتهم بالإتصال بمتهم آخر سبق محاكمته و طلب منه الحضور بالتوك توك الخاص به الإخفاء جثة المجني عليه وبالفعل قام المتهم بوضع الجثة بداخل التوك توك و قام و المتهم الآخر السابق محاكمته بإخفاء الجثة في ارض فضاء بدون إبلاغ السلطات المختصة إلى أن عثر على الجثة الشاهد الأول و الثاني والثالث و تم إبلاغ الشرطة .
كشفت تحقيقات النيابة العامة قيام المتهم « م . ع »، 30 سنة، عاطل بالاشتراك مع آخرين بدائرة قسم المعصرة بمحافظة القاهرة باستعراض القوة والتلويح بالعنف واستخدموهم ضد المجني عليه « أ . ع » بقصد ترويعه وتخويفه وإلحاق الأذى به وكان من شأن أفعالهم إلقاء الرعب في نفسه وتكدير أمنه وسكينته وتعريض حياته للخطر حال كونهم أكثر من شخصين حاملين أسلحة بيضاء – تالي وصفها – لإجباره على الاعتراف بواقعة سرقة.
وأضافت التحقيقات أنه قد وقعت بناءا على ارتكاب هذه الجريمة جناية وجنحة تالية الوصف بأنهم في ذات الزمان والمكان بأن خطف المتهمين المجني عليه بالإكراه بأن اقتادوه عنوة إلى حيث مقر احتجازه قاصدين بذلك اقصاءه عن أعين ذويه.
وأكدت التحقيقات أن المتهمين ضربوا المجني عليه عمدًا مع سبق الإصرار وأفضى هذا الضرب إلى موته، بأن عقدوا العزم على ايذائه وأعدوا لهذا الغرض الأسلحة البيضاء تالية الوصف واصطحبوه إلى حيث مقر احتجازه وانهالوا عليه ضربا بالأسلحة البيضاء حوزتهم فلما حاول الفرار منهم تتبعوه بأسلحتهم فسقط من أعلى سطح عقار فحدثت به الإصابات ولم يقصدوا من ذلك قتله ولكن الضرب أودى بحياته.
وأوضحت التحقيقات أن المتهمين حجزوا المجني عليه بدون أمر أحد الحكام المختصين بذلك وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح وأوثقوا وثاقه.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين أكرهوا المجني عليه بالقوة والتهديد على إمضاء سندات مثبتا ليدن «عدد اثنين إيصال أمانة» وأخفى جثة المجني عليه بدون إخبار جهات الاقتضاء وقبل الكشف عليها والتحقق من حالة الموت وأسبابه، وحازوا وأحرزوا مما تستعمل في الاعتداء على الأشخاص «عصا – جنزير حديدي» بغير مسوغ من الضرورة المهنية والحرفية.
وأكد النقيب حسام وجدي معاون مباحث قسم المعصرة أن تحرياته السرية توصلت إلى قيام المتهمين إلى ارتكاب تلك الواقعة و أنهم و حال تواجد المجني علية بالطريق بجوار مسكنة تقابل مع المتهمين وحدثت بينهم مشادة كلامية اقتادوه على إثرها إلى أسفل كوبري سيجورت و تعدوا علية بالضرب وقيدوه لإجباره على الاعتراف بسرقة الدراجة النارية خاصة المتهم الثاني وأكرهوه على توقيع إيصالي أمانه و إقتاده المتهم السابع والعاشر إلى عقار تحت الانشاء حراسة المتهم الثامن و قيدوه بحبال وإنهالوا علية ضربا بعصا خشبية وجنزير حديد و حال تعديهم علية غافلهم المجني علية محاولة الهرب من سطوتهم فتتبعوه بأسلحتهم حتى سقط من الطابق الثامن وتوفي فأتصل المتهم العاشر بالمتهم التاسع وطلب منه الحضور لنقل جثمان المجني علية فأنصاع لهم الأخير وأضاف بتمكنه من ضبط المتهمين من الأول وحتي التاسع و ما يحوزوه من اسلحة بيضاء و إيصالي أمانه وعزي قصدهم خطف المجني علية و احتجازه و إكراهه على توقيع إيصالي أمانه والتعدي عليه بالضرب الذي أفضي إلى موته غير قاصدين من ذلك قتلة.
وأضاف أنه فور حدوث الواقعة أجرى تحرياته التي أسفرت عن قيام المتهم وباقي المتهمين السابق محاكمتهم بإرتكاب تلك الجرائم و و عرض التحريات على النيابة العامة التي أصدرت قرارا بضبط وإحضار جميع المتهمين و نفاذا لذلك قام بتجهيز مأمورية من خلالها قام بضبط متهم آخر و عثر بحوزته على عدد إثنين إيصال أمانة كلا منهما بمبلغ عشرة آلاف جنيه . و ضبط متهم آخر و بحوزته جنزير حديدي به عدد إثنين قفل ، ضبط متهمين آخرين و متهم آخر و ضبط بحوزته عصا خشبية ، متهم آخر و ضبط بحوزته دراجة بخارية (توك توك) ، و لم يتمكن من ضبط المتهم لعدم تواجده بمسكنه .
وشهدت دعاء عبد الرحمن طبيبة شرعية بمصلحة الطب الشرعي من أنها وبتوقيع الكشف الطبي على جثمان المجني عليه تبين وجود آثار بخلفية الرسغين و من شكلها و أماكن تواجدها أنها على غرار التقييد و تحدث من الجنزير أو ما في حكمها من أدوات.
وثبت من تقرير الصفة التشريحية بالمجني علية أن الإصابات الموصوفة بالكشف الطبي الظاهري بخلفية الرسغين أن شكلها و أماكن تواجدها أنها على غرار التقييد و أن الإصابات الموصوفة و المشاهدة بباقي الجثمان الحيوية ذات طبيعة رضية وإحتكاكية حدثت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة خشنة السطح نوعا أيا كان نوعها، وتعزي الوفاة في مجموع الإصابات الرضية و ما أحدثته من كسور العضد الأيمن والساعد الأيسر والساق اليمني و الفخذ الأيسر وتهتك الأوعية الدموية الرئيسية المغذية لهم وتهتك بالرئة اليسرى و الكلية اليسرى و مضاعفاتهم ، و لا يوجد ما يمنع وجواز حدوث الواقعة في مجملها وفق التصوير الوارد من النيابة بالسقوط من علو.