في 22 مايو 2023، وقعت الولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة اتفاقية دفاعية تسمح للقوات الأميركية بالوصول إلى موانئ ومطارات البلاد الواقعة في المحيط الهادئ. ويأتي هذا الاتفاق في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين حول النفوذ في المنطقة، وسط مخاوف من تهديد أمني صيني لحلفاء أمريكا ومصالحها.

أهداف ومضامين الاتفاق

يهدف الاتفاق إلى تعزيز التعاون الأمني والعلاقات الثنائية بين البلدين، وتحسين إمكانيات قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة، وزيادة استقرار وأمن المنطقة. ويتضمن الاتفاق مجالات مثل تبادل المعلومات والخبرات التقنية، والتدريب المشترك، والدوريات البحرية، والتصدي للتهديدات غير التقليدية مثل الإرهاب والجرائم المنظمة. حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.

ويسمح الاتفاق لكل دولة بالصعود على سفن الأخرى، والوصول إلى مرافئها ومطاراتها، بشرط ألا يتعارض ذلك مع قوانينها أو سيادتها.

كما يشدد الاتفاق على أنه شفاف تماماً، وأنه لا يستهدف أي بلد آخر، وأنه يحترم حقوق جميع الدول في حرية الملاحة والطيران.

خلفية وسياق الاتفاق

ويأتي هذا الاتفاق في إطار استراتيجية أمريكية للانفتاح على دول جزر المحيط الهادئ، التي تشكل نحو 40% من مساحة سطح الأرض، وتضم نحو 10% من سكانه.

وتسعى الولايات المتحدة إلى كسب تأييد هذه الدول من خلال مجموعة من الحوافز الدبلوماسية والمالية مقابل الدعم الاستراتيجي، في مواجهة ازدياد نفوذ الصين في المنطقة.

وتطورت علاقات بابوا غينيا الجديدة مع الصين بشكل كبير في السنوات الماضية، حيث استثمرت بكين مليارات الدولارات في مناجم ومشاريع بنية تحتية في هذه الجزيرة.

حيث تخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي ازدياد النفوذ العسكري الصيني في جنوب الهادئ إلى تطويق منشآتها في غوام وهاواي، ويعقد الدفاع عن تايوان في حال غزتها الصين.

تأثير وردود فعل الاتفاق

يعتبر هذا الاتفاق تاريخياً ومهماً للغاية، حيث يمنح الولايات المتحدة “قدماً عسكرية” في المحيط الهادئ، ويعزز قدرتها على ردع أي تحرك صيني محتمل.
ويعبر هذا الاتفاق عن التزام بابوا غينيا الجديدة بالشراكة مع الولايات المتحدة، ورغبتها في ترقية علاقتها معها، والحفاظ على سيادتها وأمنها.

ويثير هذا الاتفاق قلق وغضب الصين، التي تنظر إلى المحيط الهادئ على أنه منطقة نفوذها، وتتهم الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية والإقليمية.

كما يشجع هذا الاتفاق دول أخرى في المنطقة على التقرب من الولايات المتحدة، والبحث عن مزيد من التعاون والدعم منها، في ظل تصعيد التوترات بين واشنطن وبكين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version