تناول شون بيل، محلل عسكري في تحليل له نشرته سكاي نيوز البريطانية، تصريحات سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفلي، التي قالت بشكل لا لبس فيه أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، رافضة احتمال حل الدولتين. إن هذا الإعلان، الذي يأتي من أعلى القنوات الدبلوماسية، يضع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في معارضة صارخة للاعتقاد الغربي القديم بأن حل الدولتين ضروري للسلام الدائم في المنطقة.

ووفقا لتحليل سكاي نيوز، إن رفض حل الدولتين يمثل خروجاً عن المسار الدبلوماسي الذي تم وضعه في التسعينيات مع اتفاقيات أوسلو، التي وقعها ياسر عرفات وإسحق رابين. مهدت هذه الاتفاقيات الطريق للاعتراف بإسرائيل من قبل منظمة التحرير الفلسطينية وإقامة مفاوضات ثنائية. وكان الحل المقترح في ذلك الوقت يتصور وقوع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الحكم الفلسطيني، على أن يشكل الباقي الدولة الإسرائيلية.

إن الرفض الحالي لهذا الخيار يثير تساؤلات حول الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة. إن الأهداف العسكرية، التي تتماشى في كثير من الأحيان مع الأهداف السياسية، سوف تختلف اختلافاً كبيراً استناداً إلى ما إذا كان الهدف هو معالجة “مشكلة حماس” أو السعي إلى إقامة دولة إسرائيلية موسعة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الحملة العسكرية قد تشمل تطهير غزة، وتسوية البنية التحتية بالأرض، وخلق أزمة إنسانية، وربما إجبار الفلسطينيين على مغادرة المنطقة.

إن هذا التحول في موقف إسرائيل ليس له آثار فورية على السكان الفلسطينيين والأزمة الإنسانية المتنامية فحسب، بل يضع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضًا في موقف صعب. استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار، في إشارة إلى دعمها للإجراءات الإسرائيلية “لإنهاء المهمة”. ويثير هذا الموقف تساؤلات حول ثبات الدول الغربية في الدعوة إلى حق تقرير المصير، وخاصة في ضوء الانتقادات الأخيرة الموجهة ضد روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا.

على الرغم من التأكيدات الدبلوماسية بأن إسرائيل لا تسعى إلى احتلال غزة بعد الحرب، فإذا كان الهدف حقاً هو تحويل غزة إلى دولة إسرائيلية موسعة، فمن المرجح أن يرد المجتمع الدولي بقوة. إن مثل هذه الخطوة لن تؤثر على العلاقات الدبلوماسية مع العالم العربي فحسب، بل ستشكل أيضًا تحديًا لمصداقية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في سعيهما لتحقيق الاستقرار العالمي.

رفض إسرائيل لحل الدولتين، كما ذكر صراحة سفيرها لدى المملكة المتحدة، يمثل نقطة تحول مهمة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع عواقب محتملة بعيدة المدى على العلاقات الدولية والاستقرار الإقليمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version