تجمع مصر والسعودية علاقات قوية كما يحرص الجانبين المصري والسعودي على تعزيز التعاون المشترك، وبحث القضايا الإقليمية، وذلك في ضوء متانة العلاقات القوية والاستراتيجية التي تربط القاهرة بالرياض.

30 مليار حتى الآن 

في هذا الصدد قال الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادى إن هناك نحو 2900 الى 3000 مشروع سعودي في مصر بقيمة وصلت الى نحو 30 مليار دولار حتى الان، مشيرا إلى اننا نتحدث عن فرص عمل حقيقية يعمل بها المصريين في قطاعات البناء والتشييد والتطوير العقاري والسياحة وغيرها من القطاعات بما فيها القطاعات الصناعية.

وأضاف خلال تصريحات لــ”صدى البلد ” ان المستهدف من تلك العلاقات رفع الاستثمار السعودي المباشر في مصر الى ما يجاوز 50 مليار دولار في اقرب فرصة، لافتا إلى أن العلاقات الاقتصادية ايضا ما بين البلدين يتم من خلالها حجم تبادل تجاري يزيد عن 7.5 مليار دولار وهذا رقم كبير للغاية.

وتابع: هناك سوق سعودية كبيرة تستقبل المنتجات المصرية من الفواكه والخضروات والحديد والصلب والنحاس والمنتجات المختلفة وهناك ايضا صادرات سعودية يتم تصديرها الى مصر بما فيها الوقود والزيوت ومنتجات الالومنيوم وغيرها من المنتجات وهذه العلاقات المتميزة يمكن للبناء عليها سواء في مجال زيادة حجم التبادل التجاري ما بين البلدين او زيادة حجم الاستثمارات السعودية الموجودة في مصر والاستثمارات المصرية الموجودة في السعودية ايضا.

واردف: العلاقات الاقتصادية ما بين البلدين تربطها اكثر من 17 اتفاقية ومشروعات موجودة على ارض الواقع سواء كانت مشروعات في الداخل المصري في القاهرة وسيناء،  ايضا كان لها نصيب كبير من الاستثمارات بما فيها جامعة الملك سلمان وانشاء اكثر من 13 تجمع زراعي.

اتفاقية بين مصر والسعودية

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنه تمّ إنجاز اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسعودية في وقت قياسي، إذ تم توقيعها من قبل وزيري الاستثمار في البلدين، على هامش زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر.

وشدّد «مدبولي» في مؤتمر صحفي، مساء الأربعاء، على أن الاتفاقية تؤسس لمزيد من التشجيع وجذب الاستثمارات المتبادلة بين البلدين وحماية هذه الاستثمارات.

وأوضح أنّ الاتفاقية تنص على إجراءات لتسهيل وتحفيز عملية الاستثمارات المتبادلة، وتكون بداية لزيادة الاستثمارات السعودية في مصر في الفترة القادمة.

وكان قد شهد الرئيس السيسي وولي عهد السعودية الامس التوقيع على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس وولي العهد السعودي.

وكان قد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، الامس بمطار القاهرة الدولى، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، الذى يحل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثانى مصر. حيث اصطحب الرئيس ضيف مصر الكريم إلى قصر الاتحادية، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية.

وقد أجرى الزعيمان لقاءً ثنائيًا، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بسمو الأمير محمد بن سلمان، معربًا عن أطيب تحياته لأخيه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، ومشددًا في هذا السياق على عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، لاسيما في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة، ومؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك، لتجاوز المرحلة الدقيقة الحالية التي تمر بها منطقتنا وعالمنا الإسلامي، ومشيرًا إلى الحرص المتبادل على ترجمة العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين، من خلال تعزيز الآليات الثنائية المؤسسية، وخاصة من خلال تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس وولي العهد السعودي، لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها باستمرار.

العلاقات المصرية السعودية 

بدأت العلاقات بين البلدين منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين في عام 1936، والتي شهدت تاريخًا طويلًا من الدعم في وقت الانتصار والانكسار، واتفاقًا في الرؤى في مختلف القضايا المتعلقة بالتنمية وتحقيق مصالح شعوب المنطقة العربية.

وشهدت العلاقات بين القاهرة والرياض ذروتها خلال العقد الماضي، وذلك مع تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سُدة الحكم في بلاده. حيث شهدت الدولتان المصرية والسعودية توقيع عدة اتفاقيات وقمم، جاءت بالنفع على الدولتين ودول المنطقة، والتي باتت بمثابة نقاط مضيئة في تاريخ العلاقات، ليس من أجل خير الشعبين الشقيقين فحسب، وإنما من أجل شعوب المنطقة برمتها، وذلك بحكم دور البلدين في العالم العربي.

وهناك عدد من الاتفاقيات بين البلدين لعل أبرزها في أغسطس 2014، حيث انضمام مصر إلى اتفاقية الرياض العربية للتعاون الفضائي، وتلاها توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي العدل في البلدين لتفعيل اتفاقية الرياض وذلك في مايو 2016.

كما وقعت مصر والسعودية على إعلان القاهرة 2015، والذي تضمن الاتفاق على تطوير التعاون العسكري والتكامل الاقتصادي، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، فضلًا عن توقيع أكثر من 60 اتفاقية وبروتوكولًا ومذكرة تفاهم.

وفي مارس 2018، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجامع الأزهر الشريف بعد تطويره، بمساهمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وترأست كلٌ من مصر والسعودية في نوفمبر 2022 النسخة الثانية من قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” على هامش قمة المناخ كوب 27 بشرم الشيخ، حيث اتفقت القمة على تعزيز التزامات المناخ الإقليمية، والاتفاق على تطوير التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر.

كما تبلورت العلاقات الوثيقة بين مصر والسعودية على صعيد لقاءات القمة بين البلدين، وسعيهما الدؤوب لحل القضايا الإقليمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version