يتعرض بعض الصائمين لموقف شرعي يسبب لهم حيرة، يتمثل في عدم تذكر عدد أيام الصيام التي أفطروها من شهر رمضان في سنوات سابقة، وهو ما دفع إحدى السيدات لطرح سؤالها خلال البث المباشر لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك، حيث أوضحت أنها كانت تحرص كل عام على قضاء ما فاتها من رمضان، لكنها لم تعد تتذكر عدد الأيام المتبقية عليها، وتساءلت عن الحكم الشرعي الواجب اتباعه في هذه الحالة.

وفي رده على هذا التساؤل، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذا النوع من الأسئلة يتكرر كثيرًا فيما يخص الصلاة والصيام والزكاة، مشيرًا إلى أن من نسي عدد الأيام أو السنوات المطلوبة للقضاء، فعليه أن يقدّر ذلك بحسب استطاعته وما يغلب على ظنه، وينوي قضاء ما عليه عن السنوات السابقة، موضحًا أنه إذا تعذر استكمال القضاء بسبب عذر أو مرض، فإن الله تعالى يقضي عنه ويعفو.

وأضاف أن الإنسان يصوم بقدر ما يستطيع حتى يغلب على ظنه أنه أدى ما عليه، موضحًا أنه إذا لم يتمكن من إكمال القضاء بسبب مرض أو وفاة، فإن من حوله يقومون بإطعام مسكين عن كل يوم تبقى عليه.

ومن جانبه، قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن على المرأة أن تجتهد في التقدير بحسب قدرتها، وأن تحسب الأيام التي أفطرتها بصورة تقريبية، اعتمادًا على ما اعتادت عليه من مدة دم الحيض واستمراره.

كما أشار إلى أنه إذا كانت المرأة قد فاتها صيام أيام من أكثر من شهر رمضان، فإنها تتبع الأسلوب نفسه في التقدير، ثم تقضي تلك الأيام على قدر استطاعتها، سواء بصيام يوم أو يومين في الأسبوع.

علي قضاء أيام من رمضان لكن نسيت عددها

وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أفطر أيامًا من رمضان بسبب السفر أو المرض أو الحيض أو النفاس، فإن الواجب عليه شرعًا هو القضاء، استنادًا إلى قول الله تعالى: فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر.

وأضاف العجمي، في إجابته عن سؤال يتعلق بنسيان عدد أيام قضاء رمضان، أن من لم تتذكر عدد الأيام التي عليها، فعليها أن تصوم حتى يغلب على ظنها أنها انتهت مما وجب عليها.

 وأوضح أنه إذا شك الإنسان في عدد الأيام، كأن يتردد بين خمسة أو ستة أيام، فعليه أن يصوم الستة أيام على سبيل الاحتياط، حتى تبرأ ذمته بيقين، فإذا كان الواجب خمسة أيام كانت قد أدتها، وكان اليوم السادس تطوعًا.

وتابع أن من شك في عدد أيام القضاء الواجبة عليه، فإنه يأخذ بالأقل لأنه المتيقن، وما زاد على ذلك مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة، ومع ذلك فإن الاحتياط أولى، لأن قضاء اليوم المشكوك فيه يحقق براءة الذمة يقينًا إن كان واجبًا، وإن لم يكن واجبًا كان صيامه نافلة.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version