شرح المخرج عمرو سلامة، خلال كلمته بجلسة الهوية الوطنية بالحوار الوطني، كيفية انتشار هوية كوريا الجنوبية حول العالم مقارنة بمصر متعددة الثقافات وصاحبة التاريخ الكبير، قائلا: “عندنا نموذج شبهنا هو دولة كوريا الجنوبية من 20 سنة كانت بتمر بنفس ظروفنا وبرغم إمكانياتها الثقافية المحدودة في ظل لغة صعبة قدرت تتخطانا وتنشر ثقافتها في العالم بشكل كبير”.

جلسة الهوية الوطنية 

وأضاف سلامة، “كوريا وصلت إنها بتنتج أفلام بتاخد جوائز عالمية وبتعمل مشاهدات بالملايين، كمان الأغاني الكورية هي الأكثر استماعا حتى في أمريكا مع انتشار ثقافة نوعية الطعام الكوري في العالم كل ده حصل في 20 سنة، مفيش حد في العالم ميعرفش العربية الكوري أو معندهوش جهاز كوري في البيت عملوا ثورة صناعية حقيقية، واحنا كمصر بكل إمكانياتنا ولغة بيتكلمها أكثر من مليار إنسان لسه زي ما إحنا”.

وتابع سلامة: “احنا مش بس مش بننشر ثقافتنا لكن إحنا قافلين عليها بشكل كبير وبنحارب انتشارها في شكل غريب”، مطالبا بالتوسع في تصوير أفلام أجنبية تمثل الهوية المصرية بجانب السماح بتسهيلات للأفلام والمسلسلات الأجنبية بالتصوير داخل مصر بعيدا عن البيروقراطية.

من جانبه اقترح الدكتور بسام الشماع، عالم البصريات بجلسة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني، على الحكومة إضافة مادة الحضارة بالعملية التعليمية فى مصر على مستوى التعليم الأساسى والتى من خلالها يتم تصحيح الأخطاء الكثيرة بالمناهج الدراسية بشأن الهوية الوطنية فى مصر.

وأكد أيضا على أن مصر صاحبة حضارة الـ نصف مليون سنة وليس الـ 7 آلاف سنة، مشيرا إلى أن هذا الرقم خطأ كبير وعلى الدولة تصحيحه مشيرا إلى أن وجود مادة الحضارة فى التعليم الأساسى من شأنه أن يصحح  مثل هذه الأخطاء  الكبيرة  وغيرها من الأخطاء التى تؤثر بشكل مباشر على  الهوية الوطنية التى تعرضت لتشويه خلال السنوات الماضية.

ولفت عالم البصريات إلى ضرورة أن تعمل الدولة المصرية على تعميق  الهوية من خلال الحوافز الخاصة بزيارات الآثار الوطنية بمختلف  المحافظات  وخاصة على مستوى النشئ والأطفال  وهذه الخطوة لابد أن تكون مجانا.

ومن جهته أكد جمال عبد الجواد, مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أهمية وضع استراتيجية تضمن العمل على الهوية النهضوية، وليس الهوية الدفاعية، حيث استغرقنا خلال الفترة الماضية في السياق الصراعي اكثر من التركيز على المكون النهضوي.

وقال خلال كلمته بالجلسة الثانية من الجلسات النقاشية الخاصة بلجنة الثقافة والهوية الوطنية بالمحور الاجتماعي للحوار الوطني، والتي تعقد تحت عنوان “الثقافة والهوية الوطنية”، إن الهوية الوطنية لها روافد ومكونات كثيرة جدًا، ويجب إحلال قيم أكثر إيجابية، في إطار مؤسسي.

وواصل: “اخفقنا بالوفاء بمكونات الهوية النهضوية الوطنية والتورط في الصراعات والانحراف في الهوايات الشاذة، ولذا يجب التركيز على المكون النهضوي للهوية المصرية.. والإطار الجامع للمصريين جميعا يتطلب مؤسسات تؤكد على أهمية تنمية النشء”، محذرا من التفتت الشديد للنظام التعليمي والهوية الوطنية.

قالت النائبة دينا عبد الكريم، عضو مجلس النواب، أن الصورة الذهنية لأى دولة من دول العالم لا تُصنع بل تُختبر.

وتحدثت “عبد الكريم” خلال كلمتها بجلسة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى، عن ترويج مصر الذهنية أمام العالم من خلال 4 نقاط وهم:

1- الصورة الذهنية country image، من حيث تغيير القناعات الراسخة عالميا اننا ( فقط ) دولة تاريخ وترويج ثقافة المواطن العالمى وان العالم يحترمك اذا صدق ان لديك مستقبل هو جزء منه، بالإضافة إلي تسويق النماذج المشرفة وصرامة اختيار من يمثل مصر فى الخارج فى جميع المستويات لما ذلك من تأثير على ال national brand.

2- بلد المنشأ COO من حيث الإهتمام بأن يكون لمصر منتج عالمى مرتبط بإسمها ينافس عالميا ويكون جزء من الترويج (امثلة المانيا : صناعة السيارات، سويسرا : الأجبان ) وان تهتم مصر بصناعات مثل القطن للترويج للهوية.

3- مساهمات الدولة Country Equity من حيث الدفع بنماذج وانماط سلوكية ناجحة للترويج العالمى من فنانين ، ورياضيين والاستثمار فى مفهوم النموذج (الحقيقى) لترويج الدولة.

4- فى مجال الخدمات العامة ورقابة الأداء، من حيث مناقشة عمل وزارة او كيان لقياس الاداء ورضا المواطن، ومناقشة كود عالمى وشهادات مزاولة لجميع المهن وحد ادنى للاداء المقبول عالميا لدى جميع مقدمي الخدمات، والهدف كسب احترام المواطن ومساهمته فى الترويج عن طريق الرضا.

وقالت الإعلامية سوزان حرفي، إن جلسة الهوية المصرية بالمحور المجتمعي في الحوار الوطني هي الأسهل بين جميع الجلسات لكونها شهدت توافق كبير بين جميع المشاركين بالاعتراف بوجود أزمة في تعريفنا لهويتنا، موضحة أنه يجب الإجابة عن الأسباب التي أوصلتنا للوضع الحالي قبل إطلاق أي استراتيجيات لضمان وجود حلول قابلة للتنفيذ.

وأضافت حرفي، خلال كلمتها بالجلسة، “يجب علينا أولا تعريفنا للهوية الوطنية وتحديدها على أي أساس بعيدا عن الدين الذي يصنع انقسام بين أبناء الوطن الواحد.. احنا عارفين دينا لكن مش محتاجين حد يقسمنا ويقول ده مسلم وده مسيحي كلنا مصريين”.

وشددت حرفي، على ضرورة أنسنة التاريخ المصري الذي يدرس في المدارس مع إعادة الاعتبار للمواطن المصري الذي صنع هذه الحضارة العظيمة، متابعة “الإحساس انك منتمي لحضارة حقيقية ده لازم يرد لينا تاني.. المواطن المصري محتاج يرد ليه الاعتبار إنه صاحب هوية حقيقية”

وأكد الدكتور خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية، على أهمية الجانب الفني والموسيقي وتأثيره في الهوية المصرية، محذرا من ان التطور التكنولوجي ساهم في توجه الشباب لأفكار موسيقية خارجة عنهم.

وقال داغر خلال كلمته بالجلسة الثانية من الجلسات النقاشية الخاصة بلجنة الثقافة والهوية الوطنية بالمحور الاجتماعي للحوار الوطني، والتي تعقد تحت عنوان “الثقافة والهوية الوطنية”، إن هناك فرق كبيرة تقدم الموسيقي العربية، ولكن هناك مشكلات اعلامية في الوصول بها لكل للناس.

وذكر داغر أن دار الاوبرا نجحت في الخروج للمدن المصرية مثل قنا وسوهاج وغيرهم بإقامة حفلات بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وكان هناك تجاوب كبير من الشباب، مشددًا على أن تثبيت الهوية الموسيقية يعد أحد الاعمدة الاساسية لتثبيت الهوية الوطنية وخاصة لدى الأطفال والشباب.

فيما قال شريف سعيد، رئيس القناة الوثائقية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن الهوية لا يوجد لها تعريف محدد مثلما نتحدث عن الحق والجمال، ومن هذا المنطلق نكون  أمام تعدد فى الآراء الخاصة بالتعريفات وهو الأمر يتطلب أن نكون أهمية فى استنهاض لأوضاع اللغة العربية بعد انهيارها خلال الفترة الأخيرة حيث أن الانهيار مبالغ فيها.

جاء ذلك فى كلمته بجلسة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني، مؤكدًا على أنه يقترح أيضا ضرورة تطوير صياغة كتب التاريخ فى مصر بالمدارس على أن تكون التاريخ مادة أساسية على الأدبي والعلمي في الثانوية العامة، مع العمل على استمرارية التوثيق لمنتجات وثائقية سواء على مستوى الصورة أو الكتابة، وذلك بما يخدم صناعة الوعي في مصر مشيرا إلى أن القناة الوثائقية تعمل على ذلك منذ انطلاقها خلال الفترة الأخيرة.

وقالت هند عبد الغفار، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، إن النظام العالمي الجديد يعمل على إفراغ الهوية الوطنية لدى الشباب.

وحذرت خلال كلمتها بالجلسة الثانية من الجلسات النقاشية الخاصة بلجنة الثقافة والهوية الوطنية بالمحور الاجتماعي للحوار الوطني، والتي تعقد تحت عنوان “الثقافة والهوية الوطنية”، من انسياق الشباب وراء ثقافات الغرب وضعف الدور الرقابي والتربوي للاسرة المصري، وغياب وضعف العادات والتقاليد والقيم، بجانب شعور بعض الفئات المجتمعية في مصر بالتهميش.

وذكرت أن هناك جيل من الشباب أصبح لا يعتز بهويته وعلينا العمل وخلق جيل من الشباب ، مشددة على ضرورة استحداث مادة الهوية المصرية في التعليم العالي وما قبله، ودمج الشباب داخل المجتمع بشكل أكثر فاعلية، ودمج الأهالي داخل المحافظات الحدودية، بجانب إحياء قصور الثقافة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version