تشهد القضية الفلسطينية حراكا عربيا مستمرا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الواقع على الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو عام 1967، وفي سبيل هذا تولى الدولة المصرية بقيادة الرئيس الفتاح السيسي اهتماما كبيرا بتلك القضية وذلك من خلال العديد من القمم المصرية الفلسطينية والتي آخرها قمة العلمين الثلاثية (المصرية الأردنية الفلسطينية) لبحث تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في أرض دولة فلسطين المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها، وكذلك الدور المصري في تجميع الفصائل الفلسطينية إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية وتحقيق المصالحة.. وحول الدور المصري والعربي في دعم القضية الفلسطينية والتحركات الفلسطينية والعربية لإنهاء الاحتلال أجرى «صدى البلد» حوارا مع السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين لدى مصر.. وهذه تفاصيله

بداية.. كيف تنظرون إلى الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية؟

الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته يوجه الشكر لمصر على كل ما تقدمه للشعب الفلسطيني من دعم تاريخي مستمر، ودعم لقضيته العادلة وحقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة، وينظر إلى مصر على أنها الشقيقة الكبرى صاحبة المواقف التاريخية في دعم قضيتنا العادلة ودعم الشعب الفلسطيني، والرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب المواقف الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني، ونعول دائما على دورها في وقف الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتظل شريكًا حقيقيا وركيزة قوية للفلسطينيين وللأمة العربية بأكملها، وله دورها الكبير في رعاية ملف الحوار الوطني الفلسطيني وتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني.

مدينة العلمين شهدت انعقاد القمة الثلاثية (المصرية الأردنية الفلسطينية) قبل أيام.. ما هي دلالات تلك القمة وأبرز الرسائل التي حملتها؟

القمة الثلاثية انعقدت في وقت غاية الأهمية، وهى إحدى القمم التي تعقد بصورة دولية لمتابعة التطورات التي تحدث على الأراضي الفلسطينية، والتي تشهد تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق، وعدوانا مستمرا، وجرائم يومية ترتكب من قوات الاحتلال والمستوطنين وعصاباتهم المسلحة ضد الشعب الفلسطيني، فالقمة جاءت  في وقت مهم لوضع وصياغة رؤية مشتركة بين الزعماء الثلاثة حول هذه التطورات وكيفية الخروج بالوضع الفلسطيني من هذا الوضع الخير والمأزق الذي تمر به العملية السياسية بالمنطقة بسبب ما تقوم به إسرائيل من ممارسات عنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

السفير الفلسطيني دياب اللوح 

كيف تنظرون إلى البيان الختامي الصادر عن قمة العلمين الثلاثية؟

البيان الصادر عن القمة غاية الأهمية وتناول العديد من القضايا المحورية والمفصلية الخاصة بالشعب الفلسطيني وحمل رسالة واضحة لعدة أطراف، أولها للطرف الإسرائيلي الذي صرح رئيس وزرائه قبل أيام بأنه لن يمكن الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، فالقمة التي عقدت في مصر الشقيقة الكبرى والمملكة الأردنية الشقيقة وهما جارتان مهمتان لفلسطين تربطهما علاقات تاريخية ووثيقة مع فلسطين أكدتا حق الشعبي الفلسطيني في تقرير مصيره، وحق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على خطوط 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.

قمة العلمين غاية الأهمية وبعثت رسائل واضحة للمجتمع الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني 

كذلك هناك رسائل عديدة وجهت إلى المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته تجاه الشعب الفلسطيني وإنصافه وتمكينه من ممارسة حياته الطبيعية والسياسية والإنسانية من خلال نيل حريته وإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي الواقع على الشعب الفلسطيني منذ عام 1967.

هل نستطيع القول إن البيان الصادر عن القمة الثلاثية يعبر عن الإجماع العربي أم عن مواقف الدول الثلاث فحسب؟

نؤكد دائما أن المحور الثلاثي المصري الأردني الفلسطيني ليس منغلقا على نفسه إنما هو منفتح على العمق العربي، ونحن في فلسطين متمسكون بالعمق العربي والعمل العربي المشترك، خاصة وأن تلك القمة الثلاثية عُقدت قبل عدة أيام من انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، وبالتأكيد أن وزراء خارجية الدول الثلاث سيطلعون جميع وزراء الخارجية العرب على مخرجات تلك القمة من أجل دعم التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني ودعم الشرعية الفلسطينية التي يمثلها الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

نحن في حاجة للدعم المصري ونعلق آمالنا على الموقف العربي لإنهاء الاحتلال 

السفير الفلسطيني دياب اللوح خلال حواره لـ صدى البلد

نحن في أحوج ما يكون للدعم المصري الأردني العربي الجامع الشامل لذلك نعلق آمالا كبيرة على الموقف العربي من أجل إنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده لأرض دولة فلسطين وللشعب الفلسطيني، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، فالأشقاء العرب يتحركون على المستوى الدولي وخاصة مجلس الأمن لذا فنحن متمسكون بالعمق العربي والمبادرة العربية للسلام والتي أطلقتها قمة بيروت في عام 2002، وهى مبادرة سعودية نتمسك بتنفيذها كاملة والتي في مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة.

بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين.. إلى أين وصلنا في ملف المصالحة الفلسطينية؟

لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عقد في مدينة العلمين بحضور ورئاسة الرئيس محمود عباس ليس هو اللقاء الأول ولن يكون الأخير، والبيان الرئاسي الذي صدر عن هذا الاجتماع نص على تشكيل لجنة متابعة والتي ستعمل الأيام القادمة على عقد اجتماعات للفصائل التي شاركت في اللقاء من أجل مواصلة التشاور وتبادل الآراء ووجهات النظر وصولا إلى صياغة رؤية واستراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة كل التحديات الماثلة خاصة إنهاء الإقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومواجهة كل المخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني.

مستمرون في ملف المصالحة وتعلمنا من الحوار الوطني المصري أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية

الحوار الوطني الفلسطيني مستمر ولن يتوقف خاصة وأننا تعلمنا من الحوار الوطني المصري جملة مفيدة أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، فالشعب الفلسطيني واحد صاحب قضية واحدة، تحت قيادة واحدة صاحب حقوق واحدة، والذي يجمعه أكثر مما يفرقه، لذا فهو أحوج ما يكون لإنهاء الانقسام ووضع فلسطين على أعتاب مرحلة جديدة من الوحدة والشراكة الوطنية والسياسية بين كل الفلسطينيين في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

في جميع اجتماعات جامعة الدول العربية سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو مستوى وزراء الخارجية نجد القضية الفلسطينية حاضرة.. كيف تنظرون إلى دور الجامعة العربية في دعم القضية الفلسطينية؟

جامعة الدول العربية تقوم بدور مهم جدا ومؤثر وفعال لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ونثمن ونقدر دائما مواقف الأمين العام لجامعة الدول العربية، فهي تعمل بكل ما في وسعها لمتابعة تنفيذ قرارات مجالس الجامعة سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو على مستوى وزراء الخارجية أو على مستوى القادة والزعماء، فهى تتحمل مسؤوليتها وتقوم بدور بكل اقتدار وتتابع من خلال بعثاتها في الخارج ومجالس السفراء العرب، وتقوم بما هو في مقدورها وما تستطيع أن تقوم به.

الجامعة العربية تتحمل مسئولياتها بكل اقتدار ودورها فعال ومؤثر لخدمة القضية الفلسطينية 

السفير الفلسطيني دياب اللوح 

القمة العربية الـ 31 التي عقدت في الجزائر قررت تشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة جهود حصول فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.. إلى أين وصلت تلك اللجنة وما هي المنظمات الدولية التي تستهدفها؟

اللجنة الوزارية عقدت اجتماعا لها في بداية انعقاد القمة العربية الماضية التي عقدت في المملكة العربية السعودية، ووضعت خطة وآلية تحرك، واللجنة برئاسة رئاسة القمة مما يدل على أهميتها، فمن حق الشعب الفلسطيني الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة حيث أننا حصلنا على عضوية مراقب في 29 نوفمبر 2012، ونعمل للحصول على العضوية الكاملة لكنه يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن وعدم استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق الفيتو، وبالتزامن مع هذا التحرك نريد دورا مؤثرا للمجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته لإقامة دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر عام 1947.

الذهاب لمجلس الأمن دائما محاط بمخاوف استخدام أمريكا لحق الفيتو.. كيف تنظرون إلى الدور الأمريكي في حل تلك القضية خاصة وأنها السبيل الوحيد للضغط على حكومة الاحتلال؟

نحن حصلنا على عدد كاف من الدول الأعضاء في مجلس الأمن للحصول على قرار، لذا فإنه وإن رفضت أمريكا أو اعترضت فإننا سنتقدم بطلب من جديد، كذلك من جانب آخر نطالب الإدارة الأمريكية أن تتحمل مسؤولياتها فهي دولة كبرى ومؤثرة وذات ثقل كبير في منطقة الشرق الأوسط وتربطها علاقات وطيدة مع إسرائيل، وتكاد تكون هى الطرف الوحيد القادر بالضغط على الموقف الإسرائيلي وحكومته، إضافة إلى ذلك نحن تربطنا علاقات وثيقة مع الشعب الأمريكي وميز بين موقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة وموقف الشعب الأمريكي الذي لنا فيه الكثير من الأصدقاء والجاليات العربية وهم يعملون على صناعة رأي عام داخل أمريكا للضغط على الإدارة الأمريكية.

بايدن يدعم حل الدولتين ولديه نية لإطلاق مفاوضات سياسية جادة لإنهاء الاحتلال 

الزميل محمد الصاحى يحاور السفير دياب اللوح

الرئيس بايدن أطلق مجموعة من المبادئ الإيجابية منذ توليه مهامه وفي قدمتها دعمه لرؤية حل الدولتين وهو ما يعني إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، ويريد إعادة القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وهى موجودة قبل أن توجد إسرائيل حيث تم افتتاحها عام 1844 لتنظيم العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب الأمريكية، بجانب نيته لإطلاق مفاوضات سياسية جادة تستند إلى المرجعية الدولية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط استنادا إلى مبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية للسلام.

دائما ما نسمع عن وجود رؤية فلسطينية للسلام مع إسرائيل.. ما هي ملامح تلك الرؤية وأهم مرتكزاتها؟

الرئيس محمود عباس أبومازن تقدم أمام مجلس الأمن  في شهر فبراير عام 2018 برؤية كاملة لبناء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، والرئيس أبو مازن أرسل رسالة واضحة للرئيس بايدن بعدما تولى الرئاسة الأمريكية يؤكد أنه على استعداد للعمل معه من أجل بناء الأمن والسلام العادل والشامل في المنطقة والذي مفتاحه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وأنه بدون ذلك لن تنتهي الأزمة أو حالة التوتر الموجودة في المنطقة.

كيف تنظرون إلى طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية الحالية مع الشعب الفلسطيني؟

الحكومة الإسرائيلية الحالية أخطر مما يمكن أن توصفه أي عبارة من العبارات فهي حكومة دينية متطرفة جدا تضم في إطارها أحزابا دينية من غلاة المستوطنين الإسرائيليين، وعناصر ترعى الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، ورغم ذلك إلا أننا على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات مع في مؤتمر دولي للسلام مع الحكومة الإسرائيلية، ويكون ذلك وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية، لكن هذه الحكومة متعنتة وهى المسئولة عن وصول عملية السلام إلى هذا الانسداد، وهى المسئولة عن الوصول بالواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى هذه الدرجة من الخطورة، والقيادة الفلسطينية حذرت من خطورة الانزلاق بهذا الصراع إلى صراع ديني لأن الصراع بيننا ليس صراعا دينيا بل هو صراع على الأرض والوجود.

الزميل محمد الصاحى يحاور السفير الفلسطيني دياب اللوح
الزميل محمد الصاحى يحاور السفير الفلسطيني دياب اللوح
السفير الفلسطيني دياب اللوح
السفير الفلسطيني دياب اللوح
السفير الفلسطيني دياب اللوح
الزميل محمد الصاحى يحاور السفير الفلسطيني دياب اللوح
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version