أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، اعتقال 323 شخصا في أنحاء البلاد بسبب الاحتجاجات العارمة التي تشهدها البلاد بسبب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو بتهم الإرهاب والفساد.
وقال يرلي كايا في بيان على منصة إكس: “ألقت سلطات الأمن ليلة أمس (الجمعة) القبض على 323 مشتبها شاركوا في المظاهرات التي نظمت في إسطنبول وأنقرة وإزمير وأضنة وأنطاليا وجناك قلعة اسكيشهير وقونيا أدرنة، احتجاجا على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بحق بلدية إسطنبول الكبرى”.
طلب حبس إمام أوغلو
وطلبت النيابة العامة التركية طلبت من المحكمة حبس رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو احتياطيًا بتهم الإرهاب والفساد.
ونقلت وثيقة قضائية السبت عن رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو قوله في معرض دفاعه عن نفسه قوله “أرى اليوم خلال استجوابي أنني وزملائي نواجه اتهامات وافتراءات لا يمكن تصورها”.
وقال إمام أوغلو في إشارة مبطنة إلى أردوغان: “من الضروري أن تتخلص بلادنا في أسرع وقت ممكن من هذه العقلية التي تعتقد أن من حقها فعل أي شيء لحماية مقعدها”.
ويعد إمام أوغلو شخصية معارضة بارزة ومنافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان. ومن المتوقع أن يمثل أمام المحكمة في وقت لاحق من يوم السبت لاتخاذ قرار إما بالإفراج عنه أو باستمرار احتجازه في انتظار لمحاكمته.
احتجاجات عارمة
وتشهد البلاد توسعا في رقعة الاحتجاجات إذ باتت تتجاوز مصير رئيس بلدية إسطنبول، في تحد للسلطات على ما يقول مراقبون.
وقال يوكسل تاسكين، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه إمام أوغلو الموقوف منذ الأربعاء: “ثمة غضب عارم. الناس يخرجون إلى الشوارع بشكل تلقائي. لأول مرة يهتم بعض الشباب بالسياسة”.
وتتزايد المظاهرات في أكثر من ثلثي محافظات تركيا البالغة 81، ليطال أيضا معاقل حزب العدالة والتنمية الحاكم، مثل قونية (وسط) وطرابزون وريز على البحر الأسود، رغم حظر السلطات التجمعات والانتشار الكثيف للشرطة.
كما شاركت أطياف سياسية مختلفة في هذه التجمعات التي غالبا ما كان يقودها شباب، لا سيما الطلاب الذين يوصفون بأنهم لا يهتمون عادة بالسياسة.
وتعد موجة المظاهرات هذه غير مسبوقة منذ احتجاجات غيزي الحاشدة في إسطنبول عام 2013 والتي انتشرت تدريجا تعم جميع أنحاء البلاد تقريبا.