قال الباحث في العلاقات الدولية، حامد عارف، إن دول غربية عديدة تتزاحم للسيطرة على ثروات القارة الأفريقية التي ابتليت بالاستعمار الغربي على مدى عقود من الزمن، وأن النتيجة كانت المعاناة المتواصلة لشعوب هذه القارة وفقرها وتمزقها.

وأضاف عارف، في بيان صادر عنه أنه من الملفت الحديث الدائر في الآونة الأخيرة عن بعض والدول الغربية وأطماعهم في أفريقيا، والتي عُرف عنهم دائمًا بأنهم يدخلون القارة السمراء من خلال التعاون الدبلوماسي والاقتصادي ومساعدة دول العالم في العقود القليلة الأخيرة.

وتابع عارف، أنه بحسب العديد من وسائل الإعلام التي استندت على وقائع ودلائل، فإن الغرب كوّن مؤخراً خطة متكاملة وممنهجة للتمدد في أفريقيا وإيجاد موطئ قدم لمصالحه السياسية والاقتصادية، وأن التواجد الغربي في القارة الأفريقية يأتي بأساليب مختلفة ومن خلال الدول الشريكة والشركات العابرة للحدود ومؤتمرات القمة ومراكز التعاون الاقتصادي.

وأكد عارف، أن هذا النشاط لألمانيا في أفريقيا وحدها، يكلف جهداً مادياً عظيماً انعكس سلباً على تماسك الائتلاف الحاكم الحالي في ألمانيا، ناهيك عن العبء الثقيل الذي يتحمله الاقتصاد الألماني جراء الأزمة الأوكرانية، وهو ما جرى فعلاً في إقالة المستشار أولاف شولتس لوزير المالية كريستيان ليندنر وانسحاب باقي وزراء الحزب الليبرالي من الحكومة.

وأشار عارف، إلى انهيار الائتلاف بعد خلاف حاد على مدى شهور بشأن الميزانية وسبل إنعاش اقتصاد البلاد المتعثر والمرتبط بالسياسة الخارجية لألمانيا والمتضمن خطة شولتس حول أفريقيا، وأنه بحسب مصادر حكومية مقربة من الحزب الليبرالي، يريد المستشار زيادة حزمة دعم أوكرانيا بمقدار 12 مليار يورو، وتخصيص 10 مليارات أخرى للتوسع الألماني في أفريقيا.

وأكد عارف، أنه رغم الأرباح التي سيجنيها الغرب جراء تدخلهم في دول أفريقيا وبالشراكة مع دول مثل النمسا وإيطاليا إلا أن الليبراليون يرون أن ألمانيا تقع في منعطف حرج، في ظل تعثر الاقتصاد وتنامي المعارضة في الداخل الألماني، كما أنهم استطاعوا الضغط لتسحب ألمانيا قواتها من النيجر، في نهاية أغسطس الماضي، والتي كانت تعمل في إطار بعثة “مينوسما” الأممية.

وشدد على أن الدلائل تشير إلى الانخراط الغربي في القارة السمراء يطول ذكرها، وعليه، فإن سعيهم للحصول على موارد طبيعية كالغاز والنفط كبديل عن النفط والغاز الروسي، وأن ألمانيا تحاول تغليف تدخلها الناعم بعقد اتفاقيات وإنشاء شراكات مع دول موجودة بالفعل في القارة السمراء بشكل اقتصادي أو عسكري، وتطوير تعاونها مع الأنظمة والحكومات الأفريقية، إلا أن هذا يُجهد الاقتصاد الألماني عبر زيادة النفقات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version