جذب نجاح قمة بريكس، التي انعقدت منذ أيام في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، انتباه العالم بأكمله خاصة بعد انضمام 6 دول جديدة للتكتل ( مصر – السعودية – إيران – الأرجنتين – إثيوبيا- الامارات العربية المتحدة) ، بالإضافة إلى طلبات عضوية مقدمة من ما يزيد عن 20 دولة، ومن المفترض أن تنضم هذه الدول الــ6 مع بداية العام المقبل.

وشددت قمة “بريكس” على أهمية تشجيع استخدام العملات المحلية في التجارة الدولية والمعاملات المالية بين أعضاء المجموعة، وكذلك بين شركائهم التجاريين، وتوسيع التعاون بين الدول في مجالات مثل الرياضة والسياحة والأمن.

الدول المنضمة الحديثة للبريكس

%80 من إنتاج نفط العالم

ذكر موقع (لايف. رو) أنه بعد نجاح قمة بريكس التي انعقدت في جنوب أفريقيا من المتوقع أن تسيطر تركيبته الجديدة على 80% من إنتاج النفط العالمي، وذلك بتأثير انضمام السعودية والإمارات وإيران.

وأضاف أن “نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس سيبلغ 30% من الاقتصاد العالمي، إذ سيتجاوز 30 تريليون دولار”.

وأوضح الموقع أنه بعد التوسع، ابتداء من 1 يناير 2024، سيتجاوز عدد سكان الدول الأعضاء في بريكس، مجموعة السبع ( كندا- فرنسا- ألمانيا-ايطاليا – اليابان- الولايات المتحدة الأمريكية – بريطانيا) بنحو 5 مرات.

ويشار إلى أنه يبلغ الناتج الاجمالي العالمي لمجموعة السبع 30% ويبلغ الان اجمالي الناتج العالمي لتكتل البريكس 31.1%.

كما لفت الموقع إلى رد فعل الخبراء ووسائل الإعلام الغربية، إذ ظهر عليهم الارتباك، في حين وصفت صحيفة “برلينر تسايتونغ”، توسع مجموعة “بريكس” بأنه هزيمة شخصية لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وأضافت الصحيفة أنه “قريبًا سوف ينضم ما يقرب من نصف البشرية، بما في ذلك بعض أسرع الاقتصادات نموًا، إلى هذا التحالف العالمي الحقيقي”.

وتابعت: “نتيجة لذلك، فإن رئيس الدبلوماسية الأوروبية، الذي ينظر إلى أوروبا وكأنها حديقة، وبقية العالم باعتباره غابة، ينبغي له أن يدرك حدود قوة الاتحاد الأوروبي”.

ووفقا للصحيفة، فإن “العصر الذي كانت أوروبا تستطيع فيه السيطرة على العالم قد ولى منذ زمن طويل”.

وتوقع الرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، في اليوم الأخير من القمة، أول أمس الخميس، أن “إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة “بريكس+” سيبلغ 37% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من حيث تعادل القوة الشرائية، في حين أن عدد سكان المجموعة سيمثل 46% من سكان العالم.

وكذلك وفقاً وحدة التقارير في صحيفة “الاقتصادية”، يضيف الأعضاء الجدد نحو 3.2 تريليون دولار من الناتج المحلي إلى المجموعة الحالية، ليرتفع حجم التكتل بنسبة 12.3 في المئة، ليصبح 29.23 تريليون دولار، مقابل 26.04 تريليون دولار قبل انضمام الأعضاء الجدد.

ووفقا للناتج المحلي لعام 2022، يمثل الأعضاء الجدد 3.2 في المئة من الاقتصاد العالمي، ما سيرفع حصة “بريكس” من 26 في المئة من الناتج المحلي العالمي إلى 29.2 في المئة بعد الانضمامات الجديدة.

كما تصبح مجموعة “بريكس” منافسا أقوى لمجموعة السبع الصناعية التى يبلغ حجم اقتصاد دولها 43.8 تريليون دولار، مشكلة 43.7 في المئة من الاقتصاد العالمي في 2022، بينما دول تكتل بريكس 29.2 تريليون دولار، تمثل 29.2 في المئة من الاقتصاد العالمي للعام نفسه.

تجدر الإشارة إلى أن التعداد السكاني لدول “بريكس” أكثر من 3 مليارات و200 مليون نسمة، فيما تعد اقتصاداتها من أكثر الاقتصادات النامية في العالم، ويتنبأ لها محللون ببلوغ نسبة نمو 40 في المئة من الاقتصاد العالمي بحلول 2025، قبل أن تترجمها الصين صاحبة المرتبة الثانية كأقوى اقتصاد في العالم سنة 2020، وحلت الهند خامسًا، والبرازيل ثامنًا وروسيا في المرتبة 11.

أبو بكر الديب

القوة الضاربة لسوق النفط

في هذا الصدد قال أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للدراسات ، إن السعودية وروسيا من أكبر الدول المنتجة للنفط على مستوى العالم وبطبيعة الحال إذا انضمت إليهم الإمارات العربية المتحدة؛ فإن ذلك سيكون بمثابة القوة الضاربة لسوق النفط في العالم وستكون في يد البريكس.

وأضاف الديب – خلال تصريحات لــ”صدى البلد” أن تكتل البريكس أصبح وضعها الحالي أكبر من وضع مجموعة السبع الكبار على مستوى الناتج المحلي، وسيزداد الامر أيضاً بعد انضمام الــ6 دول الكبار إليها ، مشيراً إلى أن هناك ايضاً دول معلقة سوف تضاف في المستقبل للبريكس، وسيكون ذلك التكتل أكبر تكتل على جميع المستويات سواء على مستوى الطاقة أو النفط، أو على مستوى الوضع الاقتصادي العام، فضلاً عن المستوى الجيوسياسي والعسكري.

وأشار إلى أنه هناك 3 دول من المنضمين لديهم جيوش قوية للغاية، وبالتالي تحالف بريكس سيكون له قوة كبيرة في المستقبل على جميع المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية.

وقال الديب إن مساهمة التكتل بلغت 25.6% في الاقتصاد العالمي بنهاية 2022، مقابل 43.25 % للقوى السبع الصناعية ويبلغ حجم اقتصادات دول بريكس حتى نهاية العام 2022، 25.9 تريليون دولار وتسيطر على 20 % من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية كما تسيطر دول بريكس الحالية على 27 % من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكان التحالف 3.2 مليار نسمة ما يعادل نحو 42 % من إجمالي سكان الأرض، بينما يبلغ عدد سكان دول مجموعة السبع، نحو 800 مليون نسمة.

 

يشار إلى أنه كان هناك تقريراً نشرته بلومبيرغ تطرقت فيه لأثر انضمام المملكة العربية السعودية إلى مجموعة “بريكس”، على لسان جيم أونيل، الاقتصادي البارز والمخضرم في مجموعة غولدمان ساكس، وقال  “إن إضافة دول إلى كتلة البريكس ستكون ذات أهمية اقتصادية إذا كانت المملكة العربية السعودية واحدة منها، ولكن بخلاف ذلك فمن الصعب رؤية هذه النقطة”.

وتابع: “انضمام المملكة العربية السعودية سيكون ’صفقة كبيرة جدًا‘”، مشيرًا إلى أن “الروابط الوثيقة تقليديًا بين المملكة والولايات المتحدة ودورها كأكبر منتج للنفط في العالم سيضيف ثقلًا إلى النادي (بريكس)”.

كما قال جيم كرين، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر التابع لجامعة رايس في هيوستون: إن تسعير النفط بعملات أخرى غير الدولار هو أكبر مصدر قلق بالنسبة لواشنطن.

وأضاف “تضغط الصين على السعودية لتسعير النفط بالرنمينبي (اليوان) منذ فترة من الوقت. تتابع إدارة بايدن هذه القضية في إطار اتفاقات إبراهيم. لذلك يبدو أن المملكة في وضع تحسد عليه يتمثل في الموازنة بين بكين وواشنطن، والذهاب إلى أي جانب يقدم الجائزة الأكبر”.

ويذكر أنه ووفقًا لتقديرات صادرة عن بنك “غولدمان ساكس” عن توقعات نمو الاقتصاد العالمي في 104 دولة حتى عام 2075، من المتوقع في عام 2050 أن تصبح أكبر خمس اقتصادات في العالم هي الصين وأمريكا، والهند، وإندونيسيا، وألمانيا. بحلول عام 2075. 

ومن المرجح أن تظل الصين، وأمريكا، والهند أكبر ثلاث اقتصادات، ومع السياسات والمؤسسات الصحيحة، من المتوقع أن تكون سبعة من الاقتصادات العشرة الأولى في العالم من الاقتصادات الناشئة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version