أثارت حادثة وفاة آية عادل، التي سقطت من شرفة منزلها في العاصمة الأردنية عمان، حالة من الغموض والتساؤلات في الأوساط الاجتماعية والإعلامية، بعد أن تناقلت التقارير الصحفية المختلفة تفاصيل متضاربة حول كيفية وفاتها.
بينما اتهمت أسرة آية زوجها بالعنف والتسبب في وفاتها، أصر الأخير على أن الحادث كان مجرد سقوط غير مقصود.
ومن خلال هذا التقرير، نرصد التفاصيل الجديدة المتعلقة بالقضية استنادا إلى المصادر الأمنية والشهادات المختلفة.
تفاصيل الحادث والتحقيقات الأمنية
كشف مصدر أمني أردني عن تفاصيل جديدة بشأن الحادثة التي راحت ضحيتها آية عادل بعد سقوطها من شرفة منزلها في عمان.
وأشار المصدر إلى أن آية تعرضت للسقوط إثر خلاف مع زوجها، وأثبتت التحقيقات أن الحادث وقع بسبب تصرفات آية نفسها دون تدخل من الزوج، وذكرت التحقيقات أنه تم توثيق الحادث عبر فيديو، أظهر أن آية أقدمت على إلقاء نفسها من الشرفة، بينما لم يكن الزوج موجودًا في لحظة الحادث، بناءا على ذلك، قرر المدعي العام اعتبار الحادث حالة انتحار.
وقد تم توقيف الزوج بتهمة الإيذاء البسيط قبل الحادث، مع إرسال مقاطع الفيديو المتعلقة بالحادث إلى السلطات المعنية.
تصريحات أسرة آية عادل والشهادات المتعلقة بالحادث
وفي تصريحات جديدة من شقيقة الضحية، أسماء عادل، تم الكشف عن بعض التفاصيل المتعلقة بحياة آية الزوجية، حيث قالت في مداخلة هاتفية على قناة “MBC مصر” إن شقيقتها كانت تعاني من خلافات دائمة مع زوجها بسبب تعدد علاقاته خارج إطار الزواج.
كما ذكرت أن الزوج كان يضرب آية بعصا حديدية في حال اعتراضها على سلوكه، مشيرة إلى أن آية كانت تتحمل هذه الإساءات من أجل أطفالها.
ومع تصاعد الأوضاع، قررت آية الانفصال عن زوجها، وعادت إلى مصر لتعيش مع والدتها، حيث كانت قد اشترت شقة في الإسكندرية وبدأت في تجهيز حياتها الجديدة.
وأكدت أسماء أن آية كانت في حالة جيدة قبل الحادث، إذ تحدثت معها بشكل طبيعي وكانت تعد الطعام في المطبخ قبل لحظات من سقوطها.
وأشارت إلى أن الجيران سمعوا صوت صفارة حلة الضغط، مما يشير إلى أن آية كانت تقوم بأنشطة عادية قبل الحادث.
الفحوصات الطبية وتقرير الطب الشرعي
وكشف تقرير الطب الشرعي الأردني عن أن آية تعرضت للضرب العنيف قبل سقوطها، حيث ثبت وجود جرح قطعي في الجبهة وكسر في الجمجمة ونزيف شديد. كما تم العثور على علامات ضرب في فخذها وساقها، مما يعزز اتهامات العنف المستمر الذي تعرضت له من قبل زوجها.
كما ذكر الجيران أن آية كانت قد تعرضت سابقا للعديد من حالات التعذيب من قبل زوجها.
التحقيقات القانونية والاتهامات الموجهة للزوج
لا يزال التحقيق مستمرا، وقد تم فتح ملف القضية تحت رقم ٢٠٢٥/٥٣٧م في إدارة البحث الجنائي في الأردن، وقد أكدت أسرة آية على ضرورة فتح تحقيق شامل في حادث الوفاة واحتمالية أن تكون جريمة قتل عمد وليس حادثًا عرضيًا كما ذكر الزوج في منشوره على الفيس بوك.
كما طالبت الأسرة بمراجعة سجل الزوج الملطخ بالعنف، حيث أشاروا إلى زيجاته السابقة التي شهدت هروب الزوجات بسبب سلوكه العنيف.
وقد أصدرت أسرة آية بيانا تؤكد فيه أن المتهم يعمل في منصب استشاري مع هيئات دولية معنية بقضايا العنف ضد النساء، وهو ما يستدعي التحقيق في مدى ملاءمة شخصيته لتولي هذا المنصب، كما طالبت الأسرة بتشديد الإجراءات للتحقق من خلفيات العاملين في مجال حماية حقوق النساء لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
والجدير بالذكر، أن تظل قضية وفاة آية عادل قضية مفتوحة، مع استمرار التحقيقات وتزايد الشكوك حول احتمالية أن تكون الوفاة ناتجة عن جريمة قتل عمد، القضية تبرز الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات قانونية صارمة لضمان حماية الرائم البشعة وفقا للقانون.
وأسرة آية عادل تؤكد استمرارها في المطالبة بالعدالة وإحقاق حقوق شقيقتها، كما أنها تنساء من العنف الأسري، ولضمان أن يتم محاسبة المتسببين في مثل هذه الجسعى لتسليط الضوء على قضايا العنف الأسري ضد النساء في المجتمعات العربية.