حققت الدولة المصرية نتائج متميزة في قطاع الغاز، حيث تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي والتصدير للخارج، حيث تتبنى الدولة استراتيجية تهدف إلى التحول لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز، وتقوم هذه الاستراتيجية على تصدير الغاز الفائض من إنتاجها.
مصر تصدر كمية كبيرة من الغاز
حافظت صادرات مصر من الغاز المسال في الربع الأول 2023 على مستوياتها السابقة للفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من تراجع إنتاج بعض الحقول.
وكشف تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوبك”، تسجيل صادرات الغاز المسال المصرية خلال الربع الأول 2023 نحو 1.90 مليون طن.
وأرجع التقرير حفاظ صادرات مصر من الغاز المسال في الربع الأول 2023 على معدلاتها السابقة، إلى مستويات الإنتاج التي ارتفعت بعد تطوير حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط، وما تستقبله القاهرة من كميات من حقول أخرى في المنطقة بموجب اتفاقيات مع الشركات الأجنبية.
وأكدت تقرير أوبك، الصادر أمس الأربعاء الموافق 17 مايو ، بعنوان “تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الأول من 2023 “، وأعده الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن صادرات مصر تؤدي دورًا مهمًا في إطار استراتيجية القاهرة الهادفة لتكون محورًا إقليميًا لتجارة وتصدير الغاز الطبيعي المسال.
وتعد مصر الدولة الوحيدة التي تمتلك محطات إسالة في دول شرق المتوسط، بقدرات تفوق 12 مليون طن سنويًا.
وتعد محطات إسالة الغاز المصرية في دمياط وإدكو من أهم الركائز الرئيسة في التسهيلات والبنية التحتية التي تمتلكها مصر لتجارة الغاز الطبيعي وتداوله.
وبحسب التقديرات الأولية لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، صدرت محطتا إسالة الغاز في دمياط وإدكو نحو 1.44 مليون طن إلى الأسواق الأوروبية (الاتحاد الأوروبي، وتركيا، وبريطانيا).
واستحوذت صادرات مصر من الغاز المسال في الربع الأول 2023 إلى أوروبا على نحو 76% من إجمالي الصادرات خلال المدة من يناير إلى نهاية مارس (2023).
واستقبلت الأسواق الآسيوية باقي صادرات مصر من الغاز المسال في الربع الأول 2023، والبالغة نحو 0.46 مليون طن بحصّة 24% من الإجمالي.
تصدير الغاز الي أوروبا وتركيا
وتصدرت تركيا قائمة الوجهات المستقبلة لصادرات مصر من الغاز المسال في الربع الأول 2023 بحصة 41% وفقًا لتقرير أوابك الذي أعده المهندس وائل حامد، تليها دول الاتحاد الأوروبي بحصة 24%، متساوية مع الإمدادات نفسها إلى الأسواق الآسيوية، في حين استحوذت بريطانيا على حصة 11% من الصادرات المصرية.
وتسعى تركيا إلى تعزيز إمداداتها من الغاز المسال المصري خلال عقود طويلة الأجل، في إطار خطة أنقرة للتحول إلى مركز دولي لتجارته.
وكان رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي قد أكد، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن أنقرة طلبت من القاهرة استمرار بيع الغاز المسال من خلال عقود طويلة الأجل.
وكانت صادرات مصر من الغاز المسال قد سجلت ارتفاعا في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 13% على أساس سنوي، مسجلة 2.6 مليون طن، مقابل 2.3 مليون طن خلال الربع المماثل من 2021.
وبلغ إجمالي صادرات مصر من الغاز المسال خلال 2022 بلغ 7.4 مليون طن، مقابل 6.6 مليون طن في عام 2021، وهو ما جعل مصر تحقق رقما قياسيا في صادرات الغاز، لتصل إلى 8 ملايين طن -تشمل صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب- في 2022، مقارنة بنحو 7 ملايين طن عام 2021.
وبلغت قيمة إيرادات صادرات مصر من الغاز 8.4 مليار دولار في 2022 مقارنة بـ 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، أي بنسبة زيادة 140%، بسبب زيادة أسعار تصدير الغاز المسال عالميًا.
المصنع الأول في صادرات الغاز
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية قيام مصنع الإسالة بدمياط منذ إعادة تشغيله في عام 2021 بتصدير 7.2 مليون طن غاز طبيعي لأول مرة في تاريخ المصنع.
وأكدت الوزارة أنه تم تصدير الغاز المسال منه حوالي 4 ملايين طن تم تصديرها في عام 2022، مما يعد أكبر كمية تم تصديرها في تاريخ المصنع الذي يمتد لـ 20 عاما تقريباً.
وقالت الوزارة إن هذا يجعله المصنع الأول في مصر في مجال صادرات الغاز الطبيعي المسال ويساهم في تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقه البحر المتوسط.
وأشارت إلى أنه تم تصدير حوالي 60% من إجمالي الشحنات من مصنع إسالة دمياط إلى أوروبا.
وكشفت الوزارة عن نجاح المصنع في إنتاج وتصدير الشحنة رقم 500 من الغاز الطبيعي المسال منذ بدء عمله في عام 2005 والذي توقف عن العمل لفترة ثماني سنوات قبل إعادة تشغيله مرة أخرى في فبراير عام 2021.
وفي هذا الصدد، قال دكتور صلاح حافظ، الخبير البترولي، إن مصر تعمل على أن تصبح مركزا لتصدير الطاقة بوجه عام، والغاز بوجه خاص، لأن مصر لديها قدرة تصديرية أكبر من الاحتياج الداخلي، والذي يقل عن طريق استخدام البدائل.
ومن جانبه، قال المهندس مدحت يوسف، خبير الطاقة العالمي، إن مصر أصبحت مصدر هام من مصادر إمداد اوروبا بالغاز الطبيعي، قائلا: “أوروبا تهتم بمصر كمصدر من مصادر الغاز الطبيعي لآن مصر وفق تقييمات الشركات العالمية أن مصر ومنطقة شرق المتوسط فيها مكامن ضخمة جدا من الغاز الطبيعي لم تكتشف بعد”.
مصر لاعب أساسي في سوق الغاز العالمي
والجدير بالذكر، أصبحت مصر لاعبا أساسيا في سوق الغاز العالمي واحتلت مصر المركز الـ 14 عالميا والخامس إقليمياً والثاني أفريقياً في إنتاج الغاز عام 2020.
وحافظت مصر علي مستويات إنتاجها وتصديرها للغاز الطبيعي علي الرغم من أزمة جائحة كورونا وتداعياتها ففي عام 2020/2021 وصل حجم إنتاج مصر من الغاز لـ 66.2 مليار م3. والاستهلاك 62.9 مليار م3. والفائض 3.3 مليار م3.
وتم تنفيذ 30 مشروعا لتنمية حقول الغاز منذ يوليو 2014 حتى سبتمبر 2021 بإجمالي تكلفة استثمارية بلغت نحو 514 مليار جنيه وبلغت القدرة الإنتاجية الحالية لمصر من الغاز الطبيعي سنوياً بفضل مشروعات تنمية حقول الغاز 73.4 مليار م3.
وتتمثل أبرز تلك المشروعات في مشروع تنمية حقل ظهر بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 28 مليار م3. ومشروع تنمية حقل ريفين بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 8.7 مليار م3 وأيضاً مشروع تنمية حقل نورس بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 4.6 مليار م3.
ونجحت مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018 ومن ثم عادت إلى الخريطة العالمية لتصدير الغاز الطبيعي والمسال حيث سجلت عام 2018/2019 إنتاجا بحجم 66.1 مليار م3. واستهلاك 61.8 مليار م3 وفائضا بـ 4.3 مليار م3.
وتتركز قوة مصر من الغاز عن طريق أكبر حقولها وهم:
- حقل ظهر .
- حقول شمال الإسكندرية.
- حقل نرجس.
- حقل أتول.
- حقل سلامة والقطامية الضحلة.
- حقل بلطيم جنوب غرب.
وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس اتحاد المستثمرين ورئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات في مصر محمد سعد الدين، إن إنتاج مصر من الغاز يوميا يصل إلى 6 مليار قدم مكعب يكفي الاحتياجات المحلية والتصدير منه، مشيرا إلى أن مصر ستكتشف حقولا بشكل مستمر، بسبب الطفرة التي حدثت في مصر، ومن المتوقع تصدير الغاز بمليار دولار شهريا.
وأوضح أن “محطات الإسالة في مصر تحقق قيمة مضافة لقطاع الغاز والبترول، وهذه المحطات لم تكلفنا أموال باهظة”، مشيرا إلى أن قدرة المحطتين 2 مليار قدم يوميا، وإنتاجنا 7 مليارات قدم، واحتياجاتنا 6 مليارات قدم.