قال الدكتور محمود النابي، أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، إن مشروع قراءة إشارات المخ يُعد مشروعًا بحثيًا مشتركًا يهدف إلى تطوير نموذج أولي لمحاكاة واجهة «دماغ–حاسوب»، مؤكدًا أن المشروع هو ثمرة تعاون علمي بين قسم الرياضيات بكلية العلوم وقسم هندسة الحاسبات والنظم بكلية الهندسة.
وأوضح النابي أن هذا التعاون يجمع بين الخبرات الرياضية والهندسية للتعامل مع أحد أكثر مجالات البحث العلمي تقدمًا وتعقيدًا.
كيف تعمل فكرة قراءة إشارات المخ؟
وخلال مداخلة هاتفية لفضائية «إكسترا نيوز»، أضاف النابي أن فكرة المشروع تقوم على تسجيل الإشارات الكهربية الصادرة عن المخ باستخدام أقطاب كهربية أو شبكات من الإلكترودات يتم تثبيتها على فروة الرأس، حيث يتم التقاط الإشارات العصبية الخام وتحويلها إلى بيانات رقمية قابلة للتحليل.
وذكر أن دور فريق البحث يبدأ عند هذه المرحلة، من خلال استخدام نماذج رياضية ومعالجات إشارات متقدمة لتحليل البيانات واستخلاص أنماط ذات دلالة وظيفية.
تمييز نية الحركة من إشارات المخ
وأشار أستاذ كلية العلوم إلى أن المشروع يركز على تمييز نوعية الإشارات الصادرة عن المخ، بما يسمح بتحديد نية الشخص في تحريك اليد أو القدم، أو أداء وظائف أخرى مثل الرؤية أو السمع.
وأكد أنه تم بالفعل تطوير نماذج رياضية قادرة على معالجة الإشارات العصبية والتمييز بين إشارات حركة اليد والرجل، ما يتيح قراءة نية الحركة من المخ بدقة مقبولة علميًا.
فريق بحثي متعدد التخصصات
ولفت النابي إلى أن العمل على المشروع استغرق فترة زمنية ممتدة، وكان امتدادًا لأبحاث سابقة، وشارك فيه فريق بحثي متعدد التخصصات، ضم الباحثة منة عبد العاطي، إلى جانب الدكتور محمد المدرسي والدكتور محمد رزقي من كلية الهندسة، فضلًا عن مشاركة باحثة مساعدة.
وأوضح أن الجزء الأكبر من العمل البحثي تم إنجازه خلال العام الماضي.
نشر علمي في مجلة دولية مرموقة
وأكد أستاذ كلية العلوم أن المشروع تُوِّج بنشر علمي في مجلة دولية متقدمة ومرموقة، معتبرًا ذلك إنجازًا علميًا مهمًا، خاصة في ظل صعوبة النشر في هذا النوع من الدوريات المتخصصة.
وشدد على أن هذا النجاح يعكس القيمة العلمية والبحثية للمشروع، ويؤكد قدرة الباحثين المصريين على المنافسة في مجالات البحث العلمي المتقدمة عالميًا.










