يعد الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة خيارا استراتيجيا لتوفير الطاقة ميسورة التكلفة، وتحقيق النمو الاقتصادي، وهو ما يتطلب مزيدا من التشريعات التي تساهم في مضاعفة حجم الاستثمارات في الطاقة المتجددة.
الطاقة المتجددة الوقود الأخضر
وتستعد شركة OCI لتنفيذ أول عملية لتزويد سفن الحاويات التجارية بالوقود الأخضر في منطقة قناة السويس لأول مرة في تاريخ صناعة النقل البحري، بالشراكة مع الخط البحري AB Moller-Maersk.
وقالت الشركة في بيان، إنها ستزود السفن بالوقود، الذي تنبعث منه غازات دفيئة أقل بنسبة 65% من الوقود الثقيل، وذلك لرحلة السفينة الأولى، وإن الميثانول الأخضر مصنوع من نفايات جافة قابلة لإعادة التدوير.
وتعتبر OCI هي أكبر منتج للميثانول الأخضر في العالم، وتقوم الشركة بتسويقه وتوزيعه من خلال علامتها التجارية HyFuels للعملاء في جميع أنحاء العالم.
وذكرت أنه سيتم تدشين السفينة في ميناء بنائها بمدينة “أولسن” في كوريا الجنوبية في شهر يوليو المقبل، وستقوم بالإبحار في أكثر طرق الشحن البحري ازدحاما بين الشرق والغرب عبورا بقناة السويس، وسيتم تزويد السفينة بواسطة شركة “أو سى آي- HyFuels” بوقود الميثانول الأخضر في عدة موانئ على مسار رحلتها البحرية.
وذكرت الشركة، أن قناة السويس تمر بها نسبة 12% من حركة التجارة البحرية الدولية، ويعبر من خلالها 30% من سفن نقل الحاويات في العالم، والكثافة المرورية العالية للسفن التجارية كبيرة الحجم لعبور قناة السويس والهادفة لخفض الانبعاثات الكربونية تعني خلق طلب شديد على التزود بالميثانول الأخضر، وأيضا طلب على جميع أنواع الوقود البديل قليل الانبعاثات الكربونية كوقود نظيف من أجل تخفيض الانبعاثات الكربونية الصادرة من قطاع النقل البحري العالمي، والمسئول حاليا عن 3% من الانبعاثات الكربونية بالعالم.
وذكرت أن الرحلة البحرية لأول السفن التي تعمل بوقود الميثانول الأخضر تمثل إثباتا لصناعة الملاحة العالمية أن الميثانول هو الحل الآمن والأكثر فعالية والأجهز تجاريا لتلبية الطلب المتزايد على خفض الانبعاثات الكربونية، وترسخ تلك الرحلة أن تزويد السفن بوقود الميثانول الأخضر سيكون الحل الأمثل لصناعة الملاحة العالمية.
توفير العملة ودعم الاقتصاد
وكانت “أو سي آي – OCI” قد أعلنت على هامش مؤتمر المناخ بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي، بدء التشغيل التجريبي لأول مصنع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر، عبر شركتها “فيرتيجلوب” بالشراكة مع الخط الملاحي ميرسك وشركة سكاتك النرويجية للطاقة المتجددة، بطاقة 100 ميجاوات، تعمل عن طريق 260 ميجاوات من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقال الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن الدولة اتخذت عدة إجراءات في التحويل إلى استخدام الطاقة النظيفة من خلال بعض الخطوات التي قامت بها، وكان أبرزها المؤتمر المناخ “cop27″، والذي تم الاتفاق فيه على استخدام الهيدروجين الاخضر والتوجه بمصر إلى استخدام الاقتصاد الأخضر والتغلب على التغيرات المناخية، واستبدال ذلك بالطاقة النظيفة بشكل أو آخر.
وأضاف حسان، في تصريحات لـ”صدى البلد”، أن مصر حققت موازنة بلغت أكثر من 345 مليون دولار في مشروعات خاصة بالهيدروجين الأخضر، وهو ما يوفر عملة صعبة بشكل كبير بهدف دعم الاقتصاد المصري، وحققت مصر رؤية متكاملة للتنمية المستدامة والتي تهدف للتحول إلى الاقتصاد الأخضر واستخدام الطاقة النظيفة بشكل كبير.
وتابع: “أنجزت مصر العديد من المشروعات الخاصة بالبنية التحتية في قناة السويس لتوفير أقصى إمكانيات الحوكمة لقناة السويس بحيث تكون أفضل ميناء بحري على مستوى العالم، لأن النقل البحري يعد أرخص وسيلة على مستوى العالم في التوقيت الحالي”.
واستطرد: “واجهت مصر الكثير من التحديات في هذا الشأن، وهو ما دفعها إلى تطبيق آلية الاستدامة واستخدام الطاقة النظيفة داخل الموانئ المصرية”، معقبا: “تلك المشروعات جاءت في إطار التكامل بـ 25000 مشروع جميعها تتميز بآليات التنمية المستدامة واستخدام أفضل الوسائل، وبذلك تكون مصر حققت أكثر من 12 هدفا من أهداف التنمية المستدامة في خلال 7 سنوات”.
وأكمل: “ركزت الدولة على أهمية التطوير في مجال الطاقة المتجددة واعتماد أحدث التكنولوجيات للوصول إلى منتجات موثوقة وخفض تكاليف إنتاج الكهرباء من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون”.