يُوافق اليوم السادس عشر من شهر أكتوبر، العيد 73 القوميِّ لمحافظة الإسماعيلية.

ونشرت إدارة  اعلام محافظة الإسماعيلية، بيان علي صفحتها الرسمية سردت فيه أصل الحكاية في ذلك اليوم المُخلَّد في تاريخ المحافظة لعام ١٩٥١ الذي كان بداية جديدة في قصة كفاح الشعب المصريِّ ضد المستعمر البريطاني وكانت البداية الأولى للمقاومة من أبناء الإسماعيلية و التي استمرت بعد ذلك و امتدت لباقي ربوع الوطن في احداث متتالية.

ففي يوم ٨ أكتوبر ١٩٥١ قام مصطفى باشا النحاس بإلغاء معاهدة ١٩٣٦ وفي أعقاب ذلك تطورت الأحداث بشكل متسارع لتصل إلى ذروتها يوم ١٦ أكتوبر ١٩٥١، حيث اندلعت المظاهرات في الإسماعيلية؛ للمطالبة برحيل الاحتلال الإنجليزي، فخرج طلاب المدرسة الثانوية، وانضم إليهم العمال بشركة الكوكاكولا وبعض العاملين في الشركات الأجنبية وانضم إليهم المواطنون وهم يرددون الهتافات التي تَدين المستعمر وتطالبهم بالخروج من المدينة، واتجهوا إلى “النافي” وهو الجمعية التعاونية البحرية للإنجليز؛ تعبيرًا عن الغضب الشعبي.

تقدم المسيرة (كمال محمد إبراهيم) أحد عمال السكة الحديد، وآخرون من رؤساء الوِرش والعمال الذين أخذوا يلقون بالشعلات الملتهبة إلى داخل المبنى، كما قامت مجموعة أخرى ضمت (فاروق سالم، فاروق فؤاد، محمد السمري، كمال إبراهيم) و آخرين.

و قاموا بإنزال العلم البريطاني من فوق مبنى “النافي” ورفع العلم المصري، لتخرج أول صورة لانتصار الطلبة والعمال في الإسماعيلية وتصدرت صحف العالم أنذاك.

كذلك خرج وفد من عمال شركة قناة السويس البحرية في مُظاهرة سلمية؛ تأيدًا لحكومة الوفد في قرار إلغاء المعاهدة.

و أصبح ذلك اليوم عطلة في جميع الأقسام ابتهاجًا بهذه المناسبة التي انتفض فيها الشعب ضد الإحتلال.

و نتيجة لأحداث ١٦ أكتوبر و زيادة قوة المواجهة ببن الفدائين و قوات بريطانيا العظمي.. لم يجد الإنجليز  أمامهم سوي  اقتحام منازل الأهالي بحثا  عن السلاح و أذيع بيان من القيادة البريطانية بمنع التجول في مدينة الإسماعيلية من غرب الشمس حتي شروقها.

و في صباح يوم ١٧ أكتوبر وزعت القيادة البريطانية في منطقة القناة نشرة تطلب فيها مضاعفة الحراسة و المحافظة علي الذخائر و الأسلحة و حفظها في أماكن بعيدة عن أعين الفدائيين.

و كانت مدرسة البنات (صفية زغلول حاليا) لم تكن قد تم الإنتهاء من بنائها و تسليمها لوزارة المعارف فقامت القوات البريطانية باحتلالها و جعلت منها ثكنة عسكرية و مقرا لقيادة القوات الموجودة داخل الإسماعيلية.. كما حاصرت الدبابات و المدرعات البريطانية مدرسة الإسماعيلية الثانوية(السادات حاليا) مما دعا حكومة الوفد  لوقف الدراسة بمدينة الإسماعيلية، فقام الأهالي بالهجرة لإلحاق أبنائهم بمدارس المحافظات المجاورة.

و يقع  “النافي” في ميدان عرابي أو ميدان محطة سكة حديد الإسماعيلية وكان يطلق عليه قديمًا ميدان الملكة نازلي، بعد حفر قناة السويس وبعد ثورة ٥٢ ثم تغير اسمه إلى ميدان عرابي.

وكلمة نافي تعني البحرية، حيث كان جنود البحرية الملكية البريطانية في قاعدة قناة السويس يتوافدون على المكان هم وعائلاتهم للتسوق والترفية، وكانت هذه المنشأة ضخمة وتضم العشرات من المحال التجارية والترفيهية التي يباع فيها كل شيء من الاحتياجات اليومية للجنود الإنجليز وكانت تحتوي على بار وكافيتيريا.

 

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version