أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن أخطر ما قد يقع فيه الإنسان هو أن «يُجرِّب في نفسه» في أمور الدين، مشددًا على أن العاقبة ليست تجربة دنيوية يمكن التراجع عنها، وإنما هي مصير أخروي يرتبط بنار الله عز وجل، ما يوجب على العبد أن يكون لديه قدر عالٍ من الاحتياط في العبادة، موضحًا أن هذا الاحتياط هو جوهر عقيدة الورع التي سار عليها أولياء الله الصالحون، وأن الطريق إلى الله محطات ومقامات، من أهمها مقام الورع الذي يقوم على ترك الشبهات وعدم المجازفة في الدين.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة “dmc”، اليوم الخميس، أن بعض الناس يتعامل مع قضايا عقدية كبرى بمنطق التجربة، مثل إنكار عذاب القبر بحجة وجود آراء مختلفة، مؤكدًا أن المنهج الصحيح هو الأخذ بالأحوط، لأن الإنسان إن دخل القبر وقد احتاط فآمن واستعد، ثم تبيّن عدم وجود عذاب قبر – على فرض ذلك – فلن يكون قد خسر شيئًا، أما إن أنكر واستهان ثم فوجئ بالحقيقة، فلن يكون هناك مجال للتدارك أو الاعتذار، متسائلًا: من الذي سينقذه حينها؟.

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الأمر ذاته ينطبق على قضايا عملية كالحجاب، حيث يردد البعض أن هناك من يقول بفرضيته وآخرين ينفون ذلك، مؤكدًا أن الاحتياط يقتضي الالتزام بما يقرّب إلى الله، لأن المرأة إن التزمت بالحجاب طوال حياتها ثم وقفت بين يدي الله ولم يكن واجبًا – على فرض ذلك – فإنها لم تخسر شيئًا، بل عاشت في طاعة وقرب، أما إن تهاونت وتركته ثم تبيّن يوم القيامة أنه فريضة، فلن ينفعها الندم ولا تبريرات من قبيل «فلان قال» أو «الشيخ علان أفتى».

وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أن الندم في الآخرة لا يُجدي، مستشهدًا بقوله تعالى: «إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ»، مؤكدًا أن الورع الحقيقي هو الابتعاد عن كل ما فيه شبهة، ومحاسبة النفس على كل لفظة وكل تصرف، لأن السلامة في الدين لا تكون بالمغامرة، وإنما بالاحتياط والبعد عن مواطن الهلاك.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version