قال الشيخ محمد عوض، من علماء الأزهر الشريف، إن الله تعالى قد كرم الإنسان وشرفه وعظمه، وإن من أول مظاهر التكريم للإنسان أن رزقه العقل وأعطاه آلة التمييز والإدراك.

وأضاف الشيخ محمد عوض، في خطبة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد، متحدثا عن موضوع “المخدرات ضياع للإنسان”، أن العلماء قد بحثوا في وسائل ومظاهر التكريم فقالوا إن أولها العقل وثانيها النطق والإفصاح عما في الضمائر، وثالثها الخط والكتابة بالأقلام، واعتدال القامة وحسن الصورة وحسن تدبير المعاش والمعاد، وكلها يرجع إلى العقل.

وتابع: الله تعالى قدر نثر دلائل عظمته وبراهين وجوده في هذا الكون المنظور كله وسطر في وحيه المسطور ما يدل على عظمته ووحدانيته فيقول الله (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).

وأشار إلى أن كل ذلك وقفات ودعوات ظاهرة للتعقل والتدبر، ثم إن القرآن ذكر في 24 موضعا لفظ (يَعْقِلُونَ) فصان الله هذا العقل وكرمه وذكر في كتابه الكريم رحلة صيانة هذا العقل وتحريم كل ما يعطله أو يربكه.

واستشهد بقوله تعالى (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ولم يكن التحريم بعد إذن قد نزل جازما، ثم أنزل الله تعالى قوله تعالى عن التحريم الجازم للخمر (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).

كما استشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) كما استشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version