أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله ونيل التقوى، مشيرًا إلى أن الصيام لم يُفرض فقط على الأمة الإسلامية، بل كان عبادة سابقة في الشرائع السماوية الأخرى، كما جاء في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 183).
وأوضح “صديق”، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم السبت، أن التقوى جوهر الصيام، حيث تدعو الإنسان إلى مراقبة الله في أفعاله، الامتثال لأوامره، والابتعاد عن نواهيه، مشيرًا إلى أن التقوى وردت في القرآن الكريم ست مرات، منها أربع في سورة البقرة، مما يؤكد أهميتها كغاية من الصيام.
وأشار إلى أن الصيام ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل يشمل أيضًا التحكم في الشهوات وكبح الأهواء، كما في قصة السيدة مريم عليها السلام عندما قال الله تعالى: “فقولي إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًا” (مريم: 26)، مما يدل على أن الصيام قد يكون عن الكلام أو غيره.
وأكد أن الإسلام دين يسر وليس عسرًا، حيث وضع رخصة الإفطار للمرضى والمسافرين، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” (البقرة: 185)، مشيرا إلى أن بعض الأمراض تمنع الصيام تمامًا لما قد يسببه من ضرر، وهذا يتماشى مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس.
ودعا إلى أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر خير وسلام على الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، مؤكدًا أن رمضان فرصة لتعزيز القيم الروحية والاجتماعية والصحية، متمنيًا للجميع صيامًا مقبولًا وعملًا صالحًا.